بعد ذلك أن يصلي لهم فمنعوه، وأخبروه بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم - فقال: نعم، وحسبت أنه قال: إنك آذيت الله ورسوله، رواه أبو داود بسند صحيح، عن أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن بكر بن سوادة الجذامي، عن صالح بن خيوان عنه، صالح هذا، وثقة أبو حاتم ابن حبان، وذكر أبو الحسن بن القطان: أن العجلي أيضا وثقه، ولم أره في نسختي فالله أعلم، وزعم ابن ماكولا في باب المختلف فيه: أن أبا صالح قال فيه ابن يونس: بالحاء المهملة، وقاله البخاري كذلك، ولكنه وهم، كذا ذكره عن ابن يونس، وليس هو بأبي عذرة هذا القول، بل سبقه إلى ذلك الدارقطني، ويشبه أن يكون وهما؛ لأن ابن يونس لم يقل شيئا من ذلك، ونص ما عنده: ذكر من اسمه صالح، فذكر صالح بن أصرم ثم قال: صالح بن خيوان السبائي يروي عن ابن عمر، والسائب بن خلاد، وعقبة بن عامر، روى عنه بكر بن سوادة، اللهم إلا لو نقل كلام أبي داود: هو بالحاء المهملة، ومن قاله بالخاء المنقوطة فقد أخطأ، لكان صوابا، وأما ابن أبي حاتم فذكره بالخاء المنقوطة، ويشبه أن يكون سبب الخلاف في هذا ما ذكره أبو الوليد بن الفرضي قال: سعيد بن كثير بن عفير من نسبه إلى خولان قال بالخاء المعجمة، ومن قال: السبائي فبالحاء يعني المهملة، وأما قول عبد الحق في الكبرى: صالح لا أعلمه روى عنه إلا ابن سوادة، فصحيح، وأما قوله في الوسطى: صالح هذا لا يحتج به، فيشبه أن يكون قاله من قبله، ولا أعلم له فيه سلفا.
وأما قول ابن القطان: وزعم ابن يونس أنه ليس له إلا هذا الحديث فيما علم