ويأبى ذلك عليه أن البخاري قال: إنه روى أيضا عن ابن عمر، فيشبه أن يكون وهما؛ لأن ابن يونس لم يقل شيئا سوى ما أسلفناه قبل، - والله أعلم -.
وحديث ابن عمرو بن العاص قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا يصلي بالناس صلاة الظهر فتفل في القبلة وهو يصلي، فلما كان صلاة العصر أرسل إلى آخر فأشفق الأول، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنزل في؟ قال: لا، ولكنك تفلت بين يديك، وأنت تؤم الناس فآذيت الله ورسوله، ذكره ابن القطان من عند بقي، ثنا هارون بن سعيد، ثنا ابن وهب قال: حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن عنه، وصححه.
وحديث أبي سعيد قال: رأيت واثلة بن الأسقع في مسجد دمشق بصق في البواري ثم مسحه برجله، فقيل له: لم فعلت هذا؟ قال: لأني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله، خرجه أبو داود من حديث فرج بن فضالة عنه.
قال الإشبيلي: وهو ضعيف، وأيضا فلم يكن في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - حصر، والصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - إنما بصق على الأرض، ودلكه بنعله اليسرى، ولعل واثلة إنما أراد هذا فحمل الحصير عليه، قال ابن القطان: وبقي عليه أن ينبه على أبي سعد فإنه لا يعرف من هو؟ ووقع في رواية ابن الأعرابي: أبو سعيد، والصواب سعد، وهو شامي مجهول الحال، وتعليل الحديث به أولى من تعليله بفرج، فإنه وإن كان ضعيفا، فإنه معروف في أهل العلم، أخذ الناس عنه، وقد روى عنه شعبة، وهو من هو، وقال يزيد بن هارون: رأيت شعبة يسأله عن حديث من حديث ابن عياش، وهو صدوق، وإنما أنكروا عليه أحاديث رواها عن يحيى بن سعيد الأنصاري مقلوبة، وقال أبو حاتم: وهو في غيره أحسن حالا، وهو بالجملة ضعيف، ورواه الساجي فلم يذكر البوري مؤيدا لما أوله أبو محمد فقال: ثنا محمد بن عبد الله