وكان أبو يوسف يجمع بين قوله: سبحانك اللهم وبحمدك، وبين قوله: وجّهت وجهي وهو قول أبي إسحاق المروزي وأبي حامد الشافعيين، واستحب الشّافعي حديث علي الآتي بعد. وفي كتاب القواعد لابن رشد: ذهب قوم إلى أنّ التوجيه مستحب لا واجب.
قال البغوي في أحاديث الاستفتاح: بأيها استفتح حصل له سنة الاستفتاح، قال: والأفضل عند الشافعي حديث علي، فإن كان إماما لم يزد عليه.
وفي المصنف، عن ابن مسعود: أحب الكلام إلى اللَّه تعالى ما قاله أبونا حين اقترب: سبحانك الله وبحمدك .... إلى آخره.
وفي لفظ: أحب الكلام إلى اللَّه أن يقول الرجل ذلك وفيه زيادة: ربّ إنّي ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت. وقوله: إسكاتة زنة إفعالة من السكوت.
قال ابن التين: معناه سكوت يقتضي بعده كلامًا، أو قراءة مع قصر المدة وهي مكروهة عند مالك؛ لأن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - لما علّم الأعرابي قال: كبّر ثم اقرأ، ثم اركع. وقال أنس: كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله. وذكر القاضي بن العربي، عن مالك أنّه كان يقول كلمات عمر بعد التكبير، ومعنى قوله: بالماء والثلج والبرد أنها أمثال، ولم يرد أعيان هذه المسميات، وإنّما أراد التأكيد في التطهير.
ويستدلّ به لمن ذهب إلى المنع من الماء المستعمل؛ لأنه يقول: إنّ منزلة الخطايا المغسولة بالماء بمنزلة الأوضار الحالة في الماء، والمغسولات المانعة من التطهير، ذكره الخطابي.
وفي حديث أبي حميد: رد لما قاله ابن حزم من أنه لم يرد لفظ: اللَّه أكبر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني صحيحة؛ لأنه قد صحح هذا الإسناد فيلزمه العمل به، وفيه أيضًا دلالة على استحباب رفع اليدين في تكبيرة الإحرام.