صحيح. وروى منصور هذا الحديث عن مجاهد، عن ابن عباس، ولم يذكر فيه طاوسا، ورواية الأعمش أصح. وكذا ذكره البخاري في كتاب العلل، وخالف وأبى ذلك في جامعه الصحيح بذكره حديث منصور إثر حديث الأعمش؛ فيحتاج إلى تأويل ذلك، بأن يكون ظهر له ترجيحه بوجه من الوجوه، وأظن ذلك؛ لأن شعبة روى عن الأعمش كما رواه منصور، ذكر ذلك أبو موسى المديني في كتاب الترغيب من حديث أبي داود الطيالسي، ثنا شعبة به، ولفظه: أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس، وأما الآخر فكان صاحب نميمة. وقال آخره: كذا قال عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، والمحفوظ من حديث الأعمش: مجاهد، عن طاوس، وفي حديث الأعمش عند الإسماعيلي: من طريق شعبة عنه، ثنا مجاهد. قال شعبة: وأخبرني منصور مثلَ إسناد سليمان وحديثه، فلم أنكره منه، فهذا الأعمش رواه كما رواه منصور؛ فظهر بذلك ترجيح حديثه على غيره.
وأما أبو حاتم البستي فذكر في صحيحه الحديثين جميعا، وقال: سمع مجاهد هذا الخبر عن ابن عباس، وسمعه عن طاوس، فالطريقان جميعا محفوظان، ففي هذا شفاء للنفس وإزالة للبس بتصريحه بسماع مجاهد هذا الحديث من ابن عباس - رضي الله عنهما - ولولا ذلك لكان لقائل أن يقول: إن مجاهدا مدلس، فلو عرى عنه ذلك أو صرّح بالسماع كنّا نقول: رواه عنهما. وأما في هذه الحالة فنجزم بالانقطاع، وعلى تقدير صحة ذلك، لم يكن حديث الأعمش أصح، إنما يكونان صحيحين.
وفي لفظ البخاري: ثم أخذ جريدة رطبة فشقّها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، قالوا: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: لعله يخفّف عنهما ما لم ييبسا.
وفي رواية: وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى كان أحدهما. وفي لفظ لمسلم: لا يستنزه عن البول، أو من البول مع لفظ لأبي داود: ويستتر مكان يستنزه، وفي لفظ للبخاري: يستبرئ، زاد ابن الجوزي في قصة يوسف - عليه السلام -: فأورق كل واحد من الغصنين واخضر، وأورق من ساعته، ففرح النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: رفع عنهما العذاب بشفاعتي.