وفي الأوسط من حديث مالك بن دينار، عن أنس: فكانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله، وكانوا يقرءون: مالك يوم الدين وقال: لم يروه عن مالك إلا أبو إسحاق الحميسي خازم، ومن حديث عائذ بن شريح عنه: فلم يجهروا ببسم اللَّه الرحمن الرحيم. قال أبو عمر: وسئل عن ذلك؟ قال: كبرت ونسيت.
وعند الدارقطني بإسناد صححه عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد قال: سألت أنسا: أكان النبي - صلّى اللَّه عليه وسلّم - يفتتح القراءة في الصلاة ببسم الله أو بالحمد لله؟ فقال: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد. قال أبو عمر: الذي عندي أن من حفظ حجة على من سأله في حال نسيانه - واللَّه الموفق -.
قال الخطيب: هذا الحديث صحيح الإسناد، ثبت الرجال، لا علة فيه، ولا مطعن عليه، وقال ابن طاهر المقدسي في كتابه تصحيح التعليل: هو إسناد صحيح متصل، لكن هذه الزيادة في متنه منكرة موضوعة، وقد تبع الدارقطني في تصحيحه غير واحد؛ وذلك أنّ أبا مسلمة رواه عن أنس: أكان النبي - صلّى الله عليه وسلّم - يصلي في نعله؟ فقال: نعم لم يجاوز هذا اللفظ. كذا رواه غير واحد من الأئمة، فدل أنّ رواية العباس عن غسان غير ثابتة، وأن الثقات رووه عن غسان كرواية الأئمة والعباس لا يجوز قبول المروي منه إنّما تقبل عند أهل الفن من الثقة المجمع عليه.