ورواه ابن جريج، عن العلاء كرواية مالك سواء، ورواه شعبة والثوري وابن عيينة عن العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة، ولم يذكروا أبا السائب؛ فمن أهل العلم بالحديث من جعل هذا اضطرابًا يوجب التوقف، عن العمل بحديث العلاء، ومنهم من قال: ليس هذا باضطراب؛ لأن العلاء روى هذا الحديث عن أبيه، وعن أبي السائب جمعيا كذا رواه أبو أويس عنه، والقول عندي في ذلك أن مثل هذا الاختلاف لا يضر؛ لأن أباه وأبا السائب من الثقات؛ فعن أيهما كان فهو من أخبار العدول التي يجب الحكم بها.
وفي حديث منصور بن أبي مزاحم - وهو من أهل الصدق عندهم -، ثنا أبو أويس عن العلاء، عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قال أبو عمر: تعضد هذه الرواية رواية مالك وغيره: اقرأ بها في نفسك يا فارسي. ورواه الدارقطني من حديث يوسف بن يعقوب بن البهلول حدثني جدي، ثنا أبي، ثنا ابن سمعان (عبد الله بن زياد بن سمعان، وهو متروك الحديث) عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال اللَّه: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ يقول عبدي إذا افتتح الصلاة: بسم اللَّه الرحمن الرحيم فيذكرني عبدي، ثم يقول: الحمد لله رب العالمين، فأقول: حمدني عبدي الحديث. ثم قال: رواه جماعة من الثقات عن العلاء منهم: مالك وابن جريج، وروح بن القاسم وابن عيينة وابن عجلان والحسن بن الحر، وأبو أويس، وغيرهم على اختلاف منهم في الإسناد، واتفاق منهم على المتن، فلم يذكر أحد منهم في حديثه: بسم الله الرحمن الرحيم، واتفاقهم على خلاف ما رواه ابن سمعان أولى بالصواب، وقال البيهقي: وابن سمعان ضعيف، لا يفرح بما ينفرد به - والله