للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعامة عن أنس، وعارضه الشافعي بحديث أنس عن معاوية - يعني: الآتي بعد.

وقال الخطيب: قد طعن بعض الفقهاء في سنده، وقال: قيس غير ثابت الرواية، قال: وقيس لا أعلم أحدا رماه ببدعة في دينه ولا كذب في روايته، ولكن ابن عبد الله مجهول، ولو صح حديثه لم يكن مؤثرا في حديث أبي هريرة؛ لصغره وكبر أبي هريرة، ولأنّ النبي - صلّى الله عليه وسلّم - كان يقول لأصحابه: ليليني منكم أُولو الأحلام والنهى.

وقال ابن خزيمة في كتاب البسملة: مداره على ابن عبد الله بن مغفل، وهو مجهول. وقال النووي: نسب جماعة الترمذي في تحسينه إلى التساهل، وقالوا: هو حديث ضعيف، وعلى فرض الصحة فلا يلزم من عدم السماع عدم القراءة بها سرا.

وقال أبو عمر: وقد زعم قوم أن الجريري انفرد به، وليس هو عندي كذلك؛ لأنه قد رواه غيره عن قيس، والمنفرد به قيس، وهو ثقة عند جميعهم، وأما ابن عبد الله فلم يرو عنه إلا قيس فيما علمت، ولم يرو عنه إلا واحدًا فهو مجهول عندهم، والمجهول لا تقوم به حجة. ورواه معمر عن الجريري قال: أخبرني من سمع ابن عبد اللَّه بن مغفل. ورواه إسماعيل بن مسعود عن عثمان بن غياث، عن أبي نعامة لم يذكر الجريري، فالحديث إنما يدور على ابن عبد اللَّه، وقد تقدّم الخبر عنه.

وفي لفظ لعثمان بن غياث: كان إذا سمع أحدا يقرأ: بسم اللَّه الرحمن الرحيم. انتهى. وفيما تقدم من الكلام جميعه نظر؛ لما نذكره بعد من أن الصواب قول من حسنه، وأنّ أبا نعامة لم ينفرد به، وأنّ ابن عبد الله بن مغفل ليس مجهولا. وقول البيهقي: لم يحتجا به غير مؤثر في عدالته؛ لأنهما لم يشترطا الإخراج عن كل ثقة ولا التزماه، ولو اشترطاه لما أطاقاه.

وأما قول من زعم أن ابن مغفل صغير فصواب؛ لأنه ممن بايع تحت الشجرة، ومن البكائين، ومن الفقهاء الذين أرسلهم عمر ليفقهوا أهل البصرة، فعلى هذا يكون سنه من سن أبي هريرة قرينه، مع فقهه وقلة روايته وفيهما ترجيح

<<  <  ج: ص:  >  >>