أما ابن عبد الله بن مغفل: فيه ذكر اسمه والرواية عنه.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه: رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب ومن خطه نقلته ذكر من طريق زفر عنه، عن أبي سفيان، عن عبد الله بن يزيد بن مغفل، عن أبيه أنه صلى خلف إمام، فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، فقال: صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: وهكذا رواه محمد بن الحسن، وأبو يحيى الحماني، واللؤلؤي، عن أبي حنيفة، والصواب، عن يزيد بن عبد الله بن مغفل، عن أبيه، أنبأناه الخلال أنبأنا ابن المظفر، ثنا ابن صاعد، ثنا أبو الخطاب زياد الحساني، ثنا بكر بن بكار، ثنا حمزة الزيات، عن أبي سفيان، عن يزيد بن عبد الله بن مغفل، عن أبيه أنه صلى خلف إمام فجهر بالبسملة، فلما فرغ من صلاته، قال: يا هذا غير عنا هذه التي أراك تجهر بها، قد صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع أبي بكر ومع عمر، فلم يجهروا بها.
وزعم ابن الجوزي أن البخاري ذكره في تاريخه، ورأيت حاشية بخط شيخنا الحافظ الدمياطي، عن زيد، ورأيت في بعض نسخ الترمذي، عن قيس، عن عتبة بن عبد الله بن مغفل، ويشبه أن يكون وهما.
وفي قول أبي عمر والبيهقي: إن قيسا تفرد به، وإن ابن مغفل لم يرو عنه غيره، نظر، لما ذكرناه من كتاب الخطيب، ولما في كتاب أبي القاسم الكبير، وذكر ترجمة يزيد بن عبد الله بن مغفل عن أبيه، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا شهاب بن عباد، قالا: ثنا خالد بن عبد الله، عن الجريري، عن قيس بن عباية، عن ابن لعبد الله بن مغفل، عن أبيه قال: صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم، وقال مسدد في حديثه: كانوا يستفتحون بالحمد لله، وث اابن محمد الجذوعي القاضي، حدثنا عقبة بن مكرم العمي، ثنا سالم بن نوح، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن ابن عبد الله بن مغفل، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله، فتبين لك أن قيسا لم ينفرد، وأن ابن مغفل روى عنه ثلاثة، فخرج بذلك عن الجهالة، والله أعلم.