للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فشفع لهما إلى المدّة المذكورة، والله أعلم.

وقد أنا بحديث أبي الزبير هذا المسند المعمر فتح الدين بن حسن الهروي الكناني عن أبي الحسن البغدادي، أنبأتنا شهدة قراءة عليها وأنا أسمع، أنا الحسين بن طلحة الثعالبي قراءة عليه ونحن نسمع، أنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر، أنا أبو علي البرذعي، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمد بن علي، ثنا النضر بن شميل، أنا أبو الغرام، واسمه عبد العزيز بن ربيع الباهلي، ثنا أبو الزبير، عن جابر، ولفظه غير اللفظ الذي ساقه أبو موسى، قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسيرنا، فأتى على قبرين يعذبان صاحباهما، فقال: إنهما لا يعذبان في كبير؛ أما أحدهما فكان يغتاب الناس، وأمّا الآخر فكان لا يتأذى من بوله، ودعا بجريدة .. الحديث.

ولفظ أبي القاسم في الأوسط، وقد خرجه من حديث ابن لهيعة، عن أسامة بن زيد، عن أبي الزبير، عن جابر: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على قبور نساء من بني النجار هلكن في الجاهلية، فسمعهن يعذبن في النميمة، فأتى بجريدة، لم يروه عن أسامة إلا ابن لهيعة، فلئن كان ذلك فهو تصريح لا شك فيه، ولكن يعكر عليه ما جاء في بعض ألفاظ حديث ابن عباس في: مر بقبرين من قبور الأنصار وبنو النجار من الأنصار، فيحتمل أن يكون الراوي قاله بالمعنى الأول، والأنصار لفظة إسلامية لم يعرف بها مسمى في الجاهلية؛ ولذلك قال النعمان بن بشير الأنصاري - رضي الله عنهما - يخاطب عمرو بن العاص:

يا عمرو لا تعد الدعاء فما لنا … نسب نجيب به سوى الأنصار

نسب تخيره الإله لصحبنا … أثقل به نسبًا على الكفار

وحديث الباب: بقبرين جديدين، وفي حديث مسلم: فأحببت بشفاعتي أن يخفف ذلك عنهما، والشفاعة لا تكون إلا لمؤمن، وبضميمة كونهما جديدين، وأما رواية من روى المدينة أو مكة، وهو البخاري في الصحيح، فيحتمل أن يكون سهوا من أحد الرواة. وقد استدرك ذلك أبو عبد الله؛ فذكره في كتاب الأدب على

<<  <  ج: ص:  >  >>