وحديث أبي عبد الله الصنابحي أنه صلى وراء أبي بكر المغرب، فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورة سورة من قصار المفصل، ثم قام في الركعة الثالثة، فدنوت منه حتى إن ثيابي تكاد تمس ثيابه فسمعته قرأ بأم القرآن، وهذه الآية:{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} رواه مالك في موطئه عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عبادة بن نسي، عن قيس بن الحارث عنه.
وحديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: كان - عليه الصلاة والسلام - يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة: قل يا أيها الكافرون، وقل هو اللَّه أحد.
ذكره الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتاب أولاد المحدثين تأليفه بسند حسن من حديث أبي قلابة الرقاشي، عن أبيه أنبأنا سعيد بن سماك عن أبيه عنه، ولما ذكر ابن حبان سعيدًا في الثقات قال: روى عن أبيه أنّه قال: لا أعلمه إلا عن جابر بن سمرة رضي الله عنه: كان النبي - صلّى اللَّه عليه وسلّم - يقرأ في صلاة العشاء الأخيرة ليلة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين.
ثنا به جماعة من شيوخنا عن أبي قلابة، ثنا سعيد بن سماك، والمحفوظ عن سماك أنّ النبي - صلّى اللَّه عليه وسلم - فذكره، وفيه نظر؛ لما ذكره بعد في صحيحه: أنبأنا يعقوب بن يوسف بن عاصم، ثنا أبو قلابة، ثنا أبي ثنا سعيد بن سماك حدثني أبي قال: لا أعلمه إلّا عن جابر بن سمرة قال: كان النبي - صلّى الله عليه وسلّم - يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة بـ قل يا أيها الكافرون، وقل هو اللَّه أحد ويقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة: الجمعة والمنافقين.