الخامس: لا يحمله ما حكاه على التجسس والبحث عن ذلك.
السادس: أن لا يرضى لنفسه ما نهى عنه النّمام، فلا يحكي نميمته عنه فيقول: فلان حكى كذا، فيصير نمّاما.
لا تنه عن خلق وتأتي مثله … عار عليك إذا فعلت عظيم
فإن كانت النميمة في مصلحة، فلا منع منها، وذلك كما إذا أخبره أن إنسانا يريد الفتك به أو بأهله أو بماله، أو أخبر الإمام أو من له ولاية أنّ إنسانًا يسعى بما فيه مفسدة؛ فيجب على صاحب الولايةَ الكشف عن ذلك وإزالته، فكلّ هذا وشبهه ليس بحرام، وقد يكون بعضه واجبًا وبعضه مستحبا على حسب المواطن. انتهى.
وأهل اللغة يفرقون بين نميت مخففة، ونمَّيت مشدّدة.
فالأول: إذا بلغته على وجه الإصلاح والخير.
والثاني: على وجه الإِفساد، ولم يبين الشيخ أبو حامد ذلك في كلامه، فيلبس على من لا يعرف اشتقاق النميمة، والله أعلم.
وأما حديث أبي بكرة: فيعذّب في الغيبة فالغيبة مخالفة للنميمة؛ إذ هي ذكر المرء بسوء فيه من ورائه، وفي قول الشيخ أبي حامد: النميمة هتك الستر، معنى من معاني الغيبة؛ لأنك إذا ذكرته بسوءٍ فيه، فقد هتكت ستره بذكرك ذلك، وإذا كان كذلك، كانا بمعنى واحد، ويكون الراوي لمح في هذا المعنى.
وقوله: من البول يؤخذ منه نجاسة الأبوال مطلقا، قليلها وكثيرها، إلا ما عفا عنه الشّارع، صلوات الله عليه وسلامه.
وأما لعلّ فهو حرف لتوقع مرجو أو مخوِّف، وفيها لغات أنها: لعلّ، وعلّ، وعنّ، ولعنّ، وأنّ، ولأنّ.
وفيه دليل على انتفاع الميت بتلاوة القرآن العظيم أخذًا من غرز العسيب، فإذا انتفع بتسبيح النبات فقراءة القرآن من الإِنسان