يكن الخطأ منه من فوق، وكان الرجل طلحة بن عمرو، والكاتب شعبة، وقال أبو أحمد الحاكم: يكنى أبا عمران، وليس بالقوي عندهم. وقال ابن سعد: كان كثير الحديث ضعيفا جدا، وقد رووا عنه. وقال البزار في كتاب السنن تأليفه: لم يكن بالحافظ. وقال في المسند: طلحة وعقبة الأصم غير حافظين، وإن كان قد روى عنهما جماعة فليسا بالقويين، وقال العجلي: ضعيف، وقال حمزة: سئل عنه الدارقطني، فقال: لين، وفي موضع آخر: ضعيف، وقال البيهقي في المعرفة: ليس بالقوي.
وفي كتاب ابن الجارود وبيان الوهم والإِيهام: ليس بشيء، وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، ولا يحل كتب حديثه ولا الرواية عنه إلّا على جهة التعجب، وقال علي بن الجنيد: متروك، وقال أبو زرعة الرازي: ضعيف، وذكره الساجي والعقيلي وأبو العرب وغيرهم في جملة الضعفاء.
وفي الباب غير ما حديث؛ من ذلك: حديث أبي عثمان النهدي، عن بلال أنه قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تسبقني بآمين رواه أبو داود، قال الدارقطني: وروي عن أبي عثمان قال: قال بلال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مرسلا.
ولما ذكره أبو حاتم في كتاب العلل مسندا قال: هذا خطأ رواه الثقات عن عاصم عن أبي عثمان مرسل، ورواه البيهقي من حديث عبد الرزاق مرسلا، ومن حديث وكيع وشعبة مسندا، ثم قال: ورواية عبد الرزاق أصح، قال: وفي رواية محمد بن فضيل عن عاصم عن أبي عثمان قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تسبقني بآمين، قال: فكأن بلالا كان يؤمن قبل تأمين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: لا تسبقني بآمين.