هذا حديث إسناده ضعيف؛ لضعف عمر بن أبي رياح أبي حفص الضرير البصري؛ فإن أبا حفص الفلاس قال: هو دجال.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. وقال النسائي والدارقطني: متروك، وفي كتاب أبي داود من حديث النضر بن كثير السعدي قال: صلى إلى جنبي عبد الله بن طاوس، فكان إذا سجد السجدة الأولى فرفع رأسه منها رفع يديه تلقاء وجهه فأنكرت ذلك، فقال: رأيت أبي يصنعه، وقال أبي: رأيت ابن عباس يصنعه، ولا أعلمه إلّا أنه قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنعه.
صححه ابن القطان، وقال أبو أحمد النيسابوري: هذا حديث منكر من حديث ابن طاوس، وعند أبي داود أيضا من حديث ابن لهيعة عن ميمون المكي: أنه رأى عبد الله بن الزبير، وصلى بهم يشير بكفيه حين يقوم، وحين يركع، وحين يسجد، وحين ينهض للقيام فيقوم فيشير بيديه، فانطلقت إلى ابن عباس فوصفت له هذه الإِشارة، فقال: إن أحببت أن تنظر إلى صلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاقتد بصلاة ابن الزبير.
٩٣ - حدثنا محمد بن بشار، ثنا عبد الوهاب، ثنا حميد، عن أنس: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة وإذا ركع.
هذا حديث قال البيهقي: سنده صحيح، محتج به، وكأنه لم ير ما قاله ابن أبي حاتم: سمعت أبي وذكر حديثاً رواه محمد بن الصلت، عن أبي خالد الأحمر، عن حميد، عن أنس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يرفع .... الحديث.
فقال: هذا حديث كذب لا أصل له،، وقال الدارقطني: لم يروه عن حميد مرفوعا غير عبد الوهاب، والصواب من فعل أنس، وقال الترمذي في العلل الكبير: ثنا محمد بن بشار، ثنا عبد الوهاب الثقفي به، فسألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: ثنا به محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي، ثنا عبد الوهاب قال محمد: وعبد الوهاب صدوق صاحب كتاب، وقال غير واحد من أصحاب حميد، عن حميد، عن أنس فعله، ولما خرجه البيهقي من حديث محمد بن يحيى بن فياض، عن عبد الوهاب زاد: وإذا رفع رأسه من الركوع.
وفي كتاب أبي قرة بسند صحيح عن سفيان، عن عبد الرحمن بن الأصم، أنه سمع أنساً يقول: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر وعثمان يتمون التكبير في الصلوات كلها كلما خفضوا للسجود، وكلما رفعوا، وإذا قاموا من الجلوس للركعتين.
وفي الأوسط من حديث ليث قال: حدثني عبد الرحمن بن الأسود، ثنا أنس قال: صليت وراء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر، وعمر، فكلهم كان يرفع يديه .. الحديث، وقال: لم يروه عن عبد الرحمن إلا ليث، تفرد به إبراهيم بن محمد الأسلمي، ومن حديث العرزمي عن قتادة قال: قلت لأنس: أرنا صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فكان يرفع يديه مع كل تكبيرة.