للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ}، وزعم الحسن أنه ليس منسوخا، وتمسك بمقتضاه فأوجب الطهارة للذكر، ومنعه للمحدث، ثم ناقض بإيجابه للتسمية للطهارتين، فإنه مستلزم لإيقاع الذكر حالة الحدث، وروي عن عمر إيجاب الطهارة للذكر. وقيل: يتأوّل الخبر على الاستحباب؛ لأن ابن عمر راويه رأى ذلك، والصحابي الراوي أعلم بالمقصود، وهو حسن إن لم يثبت حديث جابر الجعفي لتضمنه الجمع بين الأدلة.

وفي حديث جابر بن سمرة ذكر الوضوء لا التيمم. ذكره أبو القاسم في الأوسط من حديث الفضل بن أبي حسان، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد، نا أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول، فسلمت عليه فلم يردّ علي، ثم دخل إلى بيته فتوضأ ثم خرج، فقال: وعليك السلام قال: لا يُروَى عن جابر إلا بهذا الإِسناد. تفرد به الفضل.

وذكر الخطابي أن السلام الذي يتحيّا به الناس اسم من أسماء الله عز وجل، جاء ذلك في حديث رواه أبو هريرة مرفوعا: السلام اسم من أسماء الله تعالى، فأفشوه بينكم، كذا ذكره، والذي رأيت في حديث أبي هريرة: السلام اسم من أسماء الله تعالى، وضعه في الأرض تحية لأهل ديننا، وأمانًا لأهل ذمتنا، قال فيه الطبراني في الأوسط: لم يروه عن يحيى بن سعيد الأنصاري، يعني عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، إلا عصمة بن محمد الأنصاري، تفرد به محمد بن يحيى الأنيسي.

وذكر الحليمي في المنهاج معنى السلام: السالم من المعايب؛ إذ هي غير جائزة على القديم، فإن جوازها على المصنوعات؛ لأنّها أحداث وبدائع، فكما جاز أن يوجدوا بعد أن لم يكونوا موجودين، جاز أن يعدموا ما وجدوا، والقديم لا علّة لوجوده، فلا يجوز التغير عليه، ولا يمكن أن يعارضه

<<  <  ج: ص:  >  >>