ضعيف ولا نعلم أحدا يوجب الرفع حتى يدل تركه على ما ادعاه، انتهى كلامه.
أما الربيع بن صبيح وليث بن أبي سليم فلا يرد بروايتهما ما رواه أبو بكر الثقة المخرج حديثه في الصحيحين، والقائل فيه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو داود، وأحمد بن صالح العجلي: ثقة، وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في جملة الثقات، وأثنى عليه ابن المبارك وغيره، والربيع يقول فيه عفان: أحاديثه كلها مقلوبة.
وقال يحيى بن معين، والنسائي، وأحمد بن حنبل: ضعيف.
وقال الفلاس: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: لم يكن الحديث من صناعته، فوقع في حديثه المناكير من حيث لا يشعر، وليث تكلم فيه غير واحد من الأئمة، ولم يخرج لهما ولا لواحد منهما أحد في الصحيح على سبيل الاحتجاج، فكيف يرد ما رواه ابن عياش برواية هذين؟ أو يعتمد فيه على قول صدقة السمين، القائل فيه البخاري نفسه: ضعيف جدا، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات، وقال أحمد: ضعيف جدا، أحاديثه مناكير، ليس يسوي حديثه شيئا، وتكلم فيه غير هؤلاء، فلو قاله نقلا بأنه لم يروه إلا بعد سوء حفظه، لما قبل منه، فكيف ولم ينقله؟ وقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح على شرط مسلم:
ثنا يحيى بن آدم عن حسن بن عياش، عن عبد الملك بن أبجر عن الزبير بن عدي، عن إبراهيم عن الأسود قال: صليت مع عمر بن الخطاب، فلم يرفع يديه في شيء من صلاته إلا حين افتتح الصلاة.
، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عنه: هل هو صحيح أو يدفعه حديث الثوري عن الزبير بن عدي عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر أنه كان يرفع يديه في افتتاح الصلاة حتى تبلغا منكبيه، فقالا: سفيان أحفظ، وقال أبو زرعة: هذا أصح يعني حديث سفيان.
وقال ابن أبي شيبة: قال عبد الملك: ورأيت الشعبي، وإبراهيم وأبا إسحاق لا يرفعون أيديهم إلا حين يفتتحون الصلاة.
وعن وكيع عن أبي بكر بن عبد الله بن قطاف النهشلي وفيه كلام عن عاصم بن كليب عن أبيه أن عليًا كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود.
وفي الخلافيات للبيهقي من حديث حفص بن غياث عن أبي يحيى محمد قال: صليت إلى جنب عباد بن عبد الله بن الزبير، فجعلت أرفع يدي في كل رفع ووضع، فقال: يا ابن أخي إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه في أول الصلاة ثم لم يعد في شيء حتى فرغ.
قال أبو بكر: هذا حجة عند من يقول بالمرسل.
وقال ابن أبي شيبة: ثنا ابن المبارك عن أشعث عن الشعبي أنه كان يرفع يديه في أول التكبير ثم لا يرفعهما.