للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حقيقة مراد الله تعالى فيه فأحالوا ذلك على الله تعالى؛ لأنه المحيط بجميع ذلك فقالوا: اللهم صل على محمد لأنك أعلم بما يليق به وأعرف بما أراده له، وعن الحليمي: الصلاة في اللغة: التعظيم، وتوسعوا فسموا كل دعاء صلاة، إذ كان الدعاء تعظيما للمدعو، فمعناه على هذا: اللهم عظم محمدًا في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته، وتعظيم أجره ومثوبته، وإبداء فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود، وتقديمه على كافة الأنبياء في اليوم المشهود، وهذه الأمور وإن كان الله تعالى قد أوجبها له فإذا دعا له أحد من أمّته فاستجيب دعاؤه فيه، أن يزاد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل شيء مما سمينا رتبة ودرجة، وقيل: الأصل في الصلاة: اللزوم، فكأن العبد لزم هذه العبادة لاستنجاح طلبه من الله تعالى.

وقال الخطابي: الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمعنى التعظيم والتكريم، وهي خصيصة له لا شرك فيها، وعن الفخر الفارسي الخبري: قال بعض العلماء: ينبغي أن ينوي المصلي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقلبه أن صلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان امتثالا لأمر الله تعالى حيث أمرني بالصلاة عليه.

الثاني: ينوي موافقة الله وملائكته.

الثالث: ينوي امتثال أمر الله تعالى في ذكره حيث قال: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} الرابع: ينوي أن هذا ذكر حبيب الله وذكر الحبيب موجب لرضا المحب.

الخامس: ينوي أن الله تعالى أمره بالدعاء وأنا اخترت هذا الدعاء.

السادس: ينوي طلب الزيادة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقيام حقوقه الواجبة عليه.

السابع: ينوي إظهار محبته؛ لأن من أحبّ شيئا أكثر من ذكره.

الثامن: ينوي تعظيمه.

التاسع: ينوي ذكر آله وتعظيم آله.

<<  <  ج: ص:  >  >>