للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأس به.

وقال محمد بن عبد الله بن عمّار: روى عنه النّاس، وما أعلم أحدًا قال فيه غير شعبة، قيل: يكون حديثه حجة؟ قال: لا.

وقال صالح بن محمد: لم يوقف منه على كذب، وكان رجلًا يشك، إلَّا أنه روى أحاديث تفرّد بها لم يشركه فيها أحد، وقد تركه شعبة وطعن فيه، ولم يحدّث عنه ابن مهدي.

وقال النسائي وابن عدي: ليس بالقوي.

زاد ابن عدي: ولا يحتج بحديثه.

وقال ابن حبان: كان يروي عن الثقات المعضلات، عادل عبّاد بن منصور في الحج، فسرق عيبته، فهو القائل:

لقد باع شهر دِينَهُ بخريطةٍ … فمن يأمن القراء بعدك يا شهر

كذا ذكره، ويشبه أن يكون وهمًا؛ لأنّ المعروف أنّ الخريطة إنمّا كانت من بيت المال، حين وليه ليزيد بن المهُلب.

وقال الهذلي: كان على خزائن يزيد، فلما سأله عنها أتاه بها، فدعا يزيد الذي رفع عليه، فشتمه، وقال لشهر: هي لك، فقال: لا حاجة لي فيها، فقال القطامي الكلبي، ويقال: سنان بن مُكْمل النميري، البيت، وبعده:

أخذت له شيئًا طفيفًا وبعته … من ابن خز نبيداد هذا هو الغَدْرُ

وصحَّف بعض حفّاظ عصرنا هذا البيت، فقال من ابن جرير: إنّ هذا هو الغَدْرُ، ويقال: الشرقي المسمّى الوليد بن القطامي، وهو الحسين بن جمال النسابة. وقال مرة النخعي لشهر:

يا ابن المهلب ما أردت إلى امرئ … لولاك كان كصالح القراء

فتبيّن بما ذكرناه فساد قول من عَزا ذلك لعبّاد، أعني الشعر والخريطة، اللهم إلا لو ذكر خيانته له لكان صوابا من فعله؛ لأن شعبة شهد عليه أنّه رافق رجلا من أهل الشام فخانه. فيما ذكره الساجي.

ثم ذكر قصته في بيت المال بعد، فجعلهما مرّتين، وهو الأشبه، والله أعلم.

وفي كتاب الترمذي، عن النضر: شهر تركوه،

<<  <  ج: ص:  >  >>