كتاب السنن، وحديث ذي مخبر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ وضوءا لم يلت منه التراب. ذكره البرقي في تاريخه، من رواية آدم، عن حريز، ثنا يزيد بن صالح عنه، وحديث أبي كاهل: قال لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يا أبا كاهل ضع الوضوء منك مواضعه، وأبق فضل وضوئك لأهلك، لا تعطش أهلك، ولا تشق على خادمك.
رواه أيضا عن آدم، ثنا الهيثم بن جماز، عن ابن أبي كثير عنه.
وحديث أبي الدرداء ذكره أبو عبيد في كتاب الطهور، فقال: ثنا أبو أيوب ونعيم بن حماد، عن بقية، ثنا أبو بكر بن أبي مريم، قال: قال أبو أيوب، عن شريح بن عبيد، وقال نعيم: عن حبيب بن عبيد، عن أبي الدرداء، عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه مر بنهر فنزل وأخذ قعبا معه، فملأه من الماء، ثم تنحى عنه، فتوضأ، ففضل من ذلك الماء، فرده إلى النهر، وقال: يبلغه الله - عز وجل - إنسانا أو دابة وأشباهه ينفعهم الله تعالى به.
وذكره أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عُبيد في مسند أبي الدرداء بنحوه.
ولما ذكر ابن أبي حاتم هذا الحديث في العلل قال: قال أبي: حبيب عن أبي الدرداء مرسل.
وحديث أنس بن مالك قال - عليه السلام -: لا خير في صب الماء، وقال: إنه من الشيطان يعني: كثرة صب الماء.
ذكره أبو نعيم في تاريخه من حديث محمد بن جعفر الوركاني، ثنا سعيد بن ميسرة، عنه.
الشيطان: اشتقاقه من قولهم: دار شطون، ونوى شطون، أي: بعيدة. قال نابغة بني شيبان:
فأصبحت بعدما وصلت بدارٍ … شَطُون لا تُعاد ولا تعودُ