الأول: أبو معاذ يقولون فيه: هو ابن أرقم، يعني تخرّصًا لا يقينًا، وقد أبى ذلك الإِمام أحمد بن حنبل حين سأله مهنأ عنه، فقال: هو حديث منكر منكر، وأبو معاذ ياسين بن معاذ وهو ضعيف وهو أقوى من سليمان بن أرقم.
وأما عبد الله الحاكم فإنه لما ذكر ٥ في مستدركه، قال: أبو معاذ هو الفضل بن ميسرة، روى عنه يحيى بن سعيد وأثنى عليه، وهذا حديث صحيح، وقد روي عن أنس وغيره ولم يخرجاه، فليس قوله بأولى من قوليهما.
الثاني: قوله: ولا يصحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب شيء - مردود بحديث أم هانئ، لو لم يكن في الباب غيره، على رأي من لم يفرق بين التنشُّف من الغسل والوضوء.
الثالث: اقتصاره على ذكر حديث معاذ وأغفل ما أسلفناه، وكذا حديث أبي بكر رضي الله عنه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت له خرقة يتنشف بها بعد الوضوء.
قال البيهقي: إسناده غير قوي، قال: وإنما رواه أبو عمرو بن العلاء، عن إياس بن جعفر أن رجلا حدّثه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت له خرقة أو منديل يتنشف بها بعد الوضوء وهو المحفوظ.
وقال الدارقطني في كتاب الأفراد والغرائب: هكذا رواه الصولي، عن أبي العيناء، عن سعيد بن أوس عنَ أبي عمرو بن العلاء، عن أنس بن مالك عنه.
ورواه عون بن عمارة، عن أبي عمرو، عن إياس بن صبيح، عن رجل: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت له خرقة أو منديل.
وقال غيره: عن أبي عمرو، عن إياس بن جعفر، عن رجل، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.