علي ومعاوية قالا: ليسا بقويين. ولما ذكره ابن أبي داود في سننه من حديث الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطية، قال: هذه سنة تفرد بها أهل حمص، وقال ابن الجوزي: فيهما مقال.
٢٠٦ - حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم، عن زر، عن صفوان بن عسال قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا ألا ننزع خفافنا ثلاثة أيام إلا من جنابة، لكن من غائط وبول ونوم.
هذا حديث رواه ابن ماجه في موضع آخر، ورواه ابن أبي عمر في مسنده عن سفيان مطولًا بلفظ: أتيت صفوان بن عسال، أسأله عن المسح على الخفين، فقال: ما جاء بك يا زر؟ فقلت: ابتغاء العلم، فقال: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب، قلت: إنه حك في صدري المسح على الخفين بعد الغائط والبول، وكنت امرءا من أصحاب النبي - عليه السلام - فجئت أسألك: هل سمعت في ذلك شيئًا؟ قال: نعم، كان يأمرنا إذا كنّا سفرا - أو مسافرين - أن لا ننزع خفافنا بعد ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة لكن من غائط وبول ونوم، قال: قلت: هل سمعته يذكر في النجوى شيئا؟ قال: نعم، كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر فبينا نحن عنده إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري: يا محمد، فأجابه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصوت على نحو من صوته: هاؤم، قلنا: ويحك اغضض من صوتك، فإنك عند النبي - عليه السلام - وقد نهيت عن هذا، فقال: والله لا أغضض صوتي، قال الأعرابي: المرء يحب القوم ولما يلحق بهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: المرءُ مع من أحب يوم القيامة، فما زال يحدّثنا حتى ذكر بابا من قبل المغرب مسيرة سبعين عامًا عرضه، أو يسير الراكب في عرضه أربعين أو سبعين عامًا.
قال سفيان: قبل الشام خلقه الله تعالى يوم خلق السماوات والأرض مفتوحًا،