وأنا أسمع، أنبأكم ابن المعز، عن ابن ناصر، أنا أبو منصور محمد بن أحمد المعمري - رحمة الله عليه - وأخبرنا الإِمام بدر الدين محمد بن خالد بقراءتي عليه، أخبركم ابن الفرات قراءة عليه، عن فاطمة بنت سعد الخير، أنبأ أبي، أنا المعمري، أنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن أبي حفص، أنا الحافظ أبو حفص بن شاهين قال: ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، أنا هشام بن عبد الملك، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا محمد بن سليمان الباهلي، قالا: نا أحمد بن الفرج الحمصي، ثنا بقية، ثنا الزبيدي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما رجل مس فرجه فليتوضأ، وأيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ، قال أبو حفص: لا أعلم ذكر هذه الزيادة في مس المرأة فرجها في غير حديث عبد الله بن عمرو.
وأنا الإمام يونس الدَّبوسي قراءة عليه، وأنا أسمع، عن أبي المكارم عبد الله بن الحسن بن منصور، أنبأ الإمام الحافظ أبو بكر بن حازم، أنا أبو موسى الحافظ، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، أنا أبو أحمد الغطريفي، نا محمد بن عبد الله بن شيرويه، أنا إسحاق الحنظلي، ثنا بقية .. فذكره. قال: هذا إسناد صحيح؛ لأن إسحاق إمام غير مدافع، وقد خرَجه في مسنده، وبقية بن الوليد ثقة في نفسه، فإذا روى عن المعروفين فمحتج به، وقد أخرج مسلم بن الحجاج فمن بعده من أصحاب الصحاح حديثه محتجين به.
والزبيدي هو محمد بن الوليد قاضي دمشق، من ثقات الشاميين، محتج به في الصحاح كلها، وعمرو بن شعيب ثقة باتفاق أئمة الحديث، وإذا روى عن غير أبيه لم يختلف أحد في الاحتجاج به، وأما روايته عن أبيه عن جده فالأكثرون على أنها متصلة، ليس فيها إرسال ولا انقطاع، وقد روى عنه خلق من التابعين، وقد رُوي هذا الحديث عن عمرو بن شعيب من غير وجه، فلا يظن ظان أنه من مفاريد بقية فيحتمل أن يكون أخذه عن مجهول.
والغرض من تبيين هذا الحديث زجر مَنْ لم يتقن معرفة مخارج الحديث عن الطعن في الحديث من غير تتبع وبحث