قال له مروان: عن بسرة ما قال، قال له عروة: ما سمعت به، وذلك بعد موت زيد بن خالد، فكيف يجوز أن ينكر ما حدّثه إياه زيد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟!
ورد ذلك عليه الحافظ البيهقي بقوله: وأما ما قال من تقديم موت زيد بن خالد فهذا منه توهم ولا ينبغي لأهل العلم أن يطعنوا في الأخبار بالتوهم، فقد بقي زيد إلى سنة ثمان وسبعين، ومات مروان سنة خمس وستين، هكذا ذكره أهل العلم بالتواريخ، فيجوز أن يكون عروة لم يسمع من أحد حين سأله مروان، ثم سمعه من بسرة ثم سمعه بعد ذلك من زيد، فرجع إلى رأيهما وحديثهما.
وفي سؤالات مُضر: قلت له، يعني يحيى بن معين: فحديث زيد بن خالد؟ قال: خطأ، أخطأ فيه ابن إسحاق.
وقال ابن عبد البر: هو خطأ لا شك فيه، وقال يعقوب بن سفيان: قال ابن المديني: لا أعلم لابن إسحاق إلا حديثين منكرين: نافع عن ابن عمر مرفوعا: إذا نعس أحدكم يوم الجمعة، والزهري عن عروة عن زيد بن خالد: إذا مس أحدكم فرجه. كذا ذكره البيهقي عنه في الخلافيات.
وفي كتاب العقيلي عنه: لم ينكر على ابن إسحاق إلا حديث نافع إذا نعس أحدكم، لم يذكر الثاني.
وفي كتاب العلل للترمذي: قلت له، يعني البخاري: فحديث محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن زيد؟ قال: إنما روى هذا الزهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بُسرة، ولم يعد حديث زيد بن خالد محفوظا.