والكل عصبوا الجنابة برأس ابن إسحاق، وقد توبع ابن إسحاق على ذلك، فسلم هو والحديث من الخطأ.
وذكر ابن أبي حاتم في كتاب العلل: سألت أبي عن حديث رواه عبد الرزاق وأبو قرة موسى بن طارق، عن ابن جريج، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن عروة، عن بُسرة وزيد بن خالد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في مس الذكر فقال لي: أخشى أن يكون ابن جريج أخذ هذا الحديث من إبراهيم بن أبي يحيى؛ لأن أبا جعفر، ثنا قال: سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يقول: جاءني ابن جريج بكتب مثل هذا خفض يده اليسرى ورفع يده اليمنى مقدار بضعة عشر جزءا فقال: أروي هذا عنك؟ فقال: نعم.
وفي كتاب المعرفة لأبي بكر الحافظ، رحمه الله: وهذا الحديث إنما ذكره صاحبنا الشافعي من جهة ابن جريج، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بُسرة وزيد بن خالد.
وقد أخرجه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في مسنده كما ذكرناه، وهو إسناد صحيح ليس فيه محمد بن إسحاق ولا أحد مما يختلف في عدالته، وإنما المنكر عن ابن إسحاق روايته، عن الزهري، عن عروة نفسه؛ فإن الزهري لم يسمعه من عروة، وإنما أنكر عليه ذكر زيد بن خالد في رواية من لم تبلغه رواية ابن جريج أو بلغته بالشك.
وقال في الخلافيات: رواه ابن جريج، عن ابن شهاب، عن ابن أبي بكر، ثم اختلف عليه، فقيل: عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بُسرة، أو زيد بن خالد على الشك، وهذه رواية محمد بن بكير، عن ابن جريج، أخبرني الزهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، ولم أسمع ذلك منه.
وكذا رواية ابن خزيمة، عن ابن رافع، عن عبد الرزاق، أخبرني ابن جريج، حدثني ابن شهاب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، قال: ولم أسمع ذلك أنه كان يحدث عن بُسرة أو عن زيد بن خالد.
وكذلك رواية إبراهيم بن الحسن، عن حجاج قال: قال ابن جريج: فذكر الإسناد والشك بين بُسرة وزيد، وفيه: ولم