- عليه السلام -: السواك من الفطرة. وفي حديث ابن عباس المذكور عند أبي نعيم من جهة إسماعيل بن عياش عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنّ جبريل أبطأ عليه، فذكر ذلك له، فقال: كيف لا نبطئ عنكم وأنتم حولي لا تستنون، ولا تقَلِّمون أظفاركم، ولا تنقون شواربكم، ولا تحفون من حواجبكم؟.
وحديث ابن عمر عند أبي أمية الطرسوسي، نا مكي بن إبراهيم، عن عاصم، عن نافع عنه: إن الفطرة قص الشارب وحلق العانة، حدثنا جعفر بن أحمد، ثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد مثله.
٣١ - حدثنا بشر بن هلال الصواف، ثنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك قال: وقّت لنا في قصّ الشارب، وحلق العانة، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، ألا نترك أكثر من أربعين ليلة.
هذا حديث صحيح رواه مسلم، عن يحيى بن يحيى وقتيبة، كلاهما عن جعفر به، قال ابن منده عند تخريجه إياه من حديث جعفر: وهذا حديث صحيح أخرجه مسلم، وتركه البخاري من هذا الوجه.
ورواه هشيم وغيره، عن صدقة الدقيقي، عن أبي عمران، عن أنس قال: وقت لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قص الشارب … الحديث، وقال: هذا إسناد صحيح على رسم البخاري. انتهى.
وفيِما قاله نظر، وذلك أن صدقة بن موسى أبو المغيرة، ويقال: أبو محمد السلمي الدقيقي البصري ليس من شرط البخاري في شيء، وأنى ذلك مع قول ابن معين فيه: ليس بشيء، وفي موضع آخر: ضعيف، وبنحوه قاله النسائي. وقال ابن عدي: بعض أحاديثه مما يتابع عليه، وبعضها مما لا يتابع عليه، وهو ضعيف. وقال ابن حبان: كان شيخا صالحا إلَّا أنّ الحديث لم يكن صناعته؛ فكان إذا روى قلب الأخبار، فخرج عن حد الاحتجاج به، ولما خرّج الترمذي حديثه هذا خرج بعده