للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفيته غضبان مزرئما … لا سبط الكف ولا خضما

وبقوله: لعن الله أما زرمت به: أي ولدته، وكذلك قال الشاعر:

ألا لعن الله التي زرمت به … فقد ولدت ذا نملة وغوائل

ويقال: زرم السنور وغيره: إذا بقي جعره في دبره، وبه سمي السنور أزرم، ويقال: أزرمت السوق: إذا انقطعت، وزرم كلامه: إذا قطعه، فهو زرم الكلام أي: قليله، وكذلك قال الأخطل:

والشافعون مغيبون وجوههم … زرموا المقالة بالسوا الأبصار

.

أي: قد قطعوا الكلام، والمزرم: المضيق عليه، ويقال: زرم فلان بأمره إذا ضاق به، فلم يدر ما يصنع.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: لقد احتظرت واسعا على الحظر: الحجر، قاله الجوهري؛ قال: وهو ضد الإباحة، والمحظور المحرم، وفي أساس الزمخشري: حظر عليه كذا حيل بينه وبينه، {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}، وهذا محظور غير مباح، وقال ابن دريد: حظرت الشيء أحظره حظرا فهو محظور: إذا حزته، والحظار: ما حظرته على غنم أو غيرها بأغصان الشجر أو بما كان، وهو الحظر أيضا، قال الشاعر:

ترى حظرا أذوي به الحي عاضد

.

وقال في كتاب الاشتقاق: لما أغار امرؤ القيس بن المنذر عم النعمان بن المنذر على النمير بن واسط فسبى سبيا، فأتى بهم الحيرة، فحظر لهم حظائر وهم بإحراقهم، فكلمه فيهم أبو حوط أخو المنذر بن امرئ القيس لأمه، واسمه مالك بن ربيعة، فوهبهم له، فسمي ذا الحظائر. وزعم ابن ماكولا في كتاب الإكمال: أنه بخاء معجمة مضمومة، قال: ذكره ابن دريد، ويشبه أن يكون وهما منه على ابن دريد؛ اللهم إلا أن يريد بذكر ابن دريد شيئا من الحروف لا الضبط، وذلك أنّ الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>