للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من حديث محمد بن سعيد المصلوب.

التيمم في اللغة: القصد، قال القزاز: قال الله تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} معناه: لا تقصدوا، ومنه قول الشاعر - يعني جندبا -:

تيممتها من أذرعات وأهلها … بيثرب أدنى دارها نظر عالي

.

يريد: قصدتها، ويروى: تنورتها؛ أي: نظرت إلى نارها، وهو أصوب.

وقال خفاف:

فإن تك خيلى قد أصيب صميمها … فعمدا على عيني تيمّمت مالكا

.

أي: قصدته، وقال تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} قالوا: معناه: اقصدوا الصعيد بالتمسح، وقال الخليل: التيمم يجري مجرى التوخي، يقول: تيمم أطيب ما عندك، فأطعمنا منه؛ أي: توخاه، وعلى هذا فسّر ما ذكرنا، وأجاز أن يكون التيمم: التعمد والقصد، وكثر هذا الاسم حتى صار اسما للتمسح بالتراب، والعرب تقول: تيممت الشيء تيمما، وتيممه تيمما، وأممته أما، قال الفراء: ولم أسمع فيها يممت بالتخفيف، ويقولون: يممت فلانا سيفي ورمحي: قصدته وتوخيته دون من سواه، وأنشد الخليل:

يممت بالرمح شزرا ثم قلت له … هذي لا لعب الزحاليق

.

قال: ومن أنشده: أممت، فقد أخطأ؛ لأنه قال: شزرا، والشزر لا يكون إلا من ناحية، ولم يقصد به أمامه، وفي الصحاح: تيممتك وتأممتك، وأنشد أبو بكر في الكتاب الزاهر:

وفي الأظعان آنسة لعوب … تيمم أهلها بلدا فساروا

.

وقال أمية بن أبي الصلت:

ليطلب الوتر أمثال ابن ذي يزن … تيمم البحر للأعداء أحوالا

.

<<  <  ج: ص:  >  >>