ورواه حماد بن زيد، عن عطاء، عن زاذان، عن علي موقوفا، وكذلك قال الأسود بن عامر: عن حماد بن سلمة. انتهى.
فهذا كما ترى شعبة: قد رواه عن عطاء، وهو ممن قال ابن القطان: إنهّ سمع منه قبل اختلاطه كما أسلفناه، ولم يبيّن أنّه سمعه منه بعد الاختلاط، كما قال محمد بن سعد، فدل ذلك على صحّته عنده، وأنه أخذه عنه قبل اختلاطه، إذ لو كان بعده لبيّنه، فإن الأعمش وليث بن أبي سليم تابعا عطاء عن زاذان، فصح إسناده، وذهب سناده، وذكر أبو القاسم في كتابه الأوسط، ثنا محمد بن الأعجم الصنعاني، ثنا حريز بن المسلم، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبيه، عن عطاء، فذكره مرفوعا، وقال: لم يروه عن عبد العزيز إلا ابنه، تفرد به حريز بن المسلم.
فهذه الطريق لا بأس بها أيضا؛ لأنها من رواية المكيين عن عطاء، وهم ممن سمعوا منه قبل اختلاطه، وأما قول الدارقطني: وكذلك قال الأسود: عن حماد، يعني: موقوفا، ففيه نظر، لما في كتاب ابن ماجه من حديثه مرفوعا، وأما قول عبد الحق: يروى موقوفا على عليّ، وهو الأكثر، فقد أسلفنا خلاف ذلك، والله أعلم.
وفي الباب: حديث عائشة من عند البخاري: ثم يخلل بيده شق رأسه الأيمن، فيتبع بها أصول الشعر، ثم يفعل بشق رأسه الأيسر بيده اليسرى كذلك، حتى يستبرئ البشرة، ثم يصب على رأسه.