وحديث أبي ذر المذكور في صحيح أبي حاتم مرفوعا: فإذا وجدت الماء، فأمسّه بشرتك، وقد تقدّم، وحديث عائشة قالت: أجمرت رأسي إجمارا شديدا، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا عائشة، إنّ تحت كلّ شعرة جنابة.
رواه الإمام أحمد في مسنده من رواية خصيف عن رجل غير مسمى عنها.
وحديث أنس بن مالك قال عليه السلام: خلل أصول الشعر، وأنق البشرة، ذكره أبو محمد بن حزم من طريق يحيى بن عنبسة عن حميد عنه، قال: ويحيى مشهور برواية الكذب، فسقط يعني: هذا الحديث.
وفي كتاب ابن بنت منيع بإسناد صحيح عن حذيفة موقوفا أنه قال: تحت كل شعرة جنابة فما موقفها، فلذلك عاديت رأسي قال: ورأسه مجذوذ.
رواه عن ابن الجعد، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، سمعت أبا البختري يحدّث عن حذيفة، فذكره قوله.
قوله:(أنقوا البشرة): قال أبو زيد في كتاب الأسرار: وداخل الأنف شعرة ولداخلها بشرة، سمعت والدي عمر بن عيسى يحكي عن أبي عمر غلام ثعلب ببغداد يحكي عن ثعلب أنه قال: البشرة: الجلدة التي تقي اللحم عن الأذى، ولداخلها هذه الجلدة، انتهى كلامه.
وفيه نظر؛ لأنّ المعروف عن ثعلب ما حكاه الخطابي، واحتج بعضهم في إيجاب المضمضة بقوله: وأنقوا البشرة، وزعم أنّ داخل الفم من البشرة، وهذا خلاف قول أهل اللغة؛ لأن البشرة عندهم هي: ما ظهر من البدن، فباشره البصر من الناظر إليه، وأما داخل الفم والأنف فهو الأدمة؛ كذلك أخبرني أبو عمر عن أبي العباس