فقلت: تعرف هذا الحديث؟ فقال: ما يعرف أصلا، يعني -، والله تعالى أعلم -: هذه الرواية لا أصل الحديث، بدليل ما ذكره ابنه: سمعت أبي، وذكر الأحاديث المروية في الماء من الماء من حديث أبي أيوب، عن أبي، وأبي صالح عن أبي سعيد، فقال: هذا منسوخ بحديث سهل عن أبي.
وقال الحازمي: يشبه أن يكون الزهري أخذه عن أبي حازم.
وذكر البستي في صحيحه شيئا شفى به النفس، وأزال به اللبس: إن هذا الخبر رواه معمر، عن الزهري من حديث المنذر فقال: أخبرني سهل ورواه عمرو بن الحارث عن الزهري فقال: حدثني بعض من أرضى عن سهل، ويشبه أن يكون الزهري سمع الخبر من سهل كما قاله غندر، وسمعه عن بعض من يرضاه عن سهل فرواه مرة عن سهل، ومرة عن الذي رضيه عنه، وقد تتبعت طرق هذا الحديث على أن أجد أحدا رواه عن سهل، فلم أجد في الدنيا أحدا رواه عن سهل إلا أبا حازم فيشبه أن يكون المبهم هو، والله أعلم.
وقال موسى بن هارون: قد روى أبو حازم هذا الخبر عن سهل، وأظن ابن شهاب سمعه منه؛ لأنه لم يسمعه من سهل، وقد سمع من سهل أحاديث، فإن كان سمعه من أبي حازم، فإنه عدل مرضي، وبنحوه قاله البيهقي في المعرفة، وقال أبو عمر: إنما رواه ابن شهاب، عن أبي حازم، عن سهل، وهو حديث صحيح ثابت بنقل العدول الثقات له، ذكره في الاستذكار، ويفهم من كلام ابن حبان أن محمد بن جعفر تفرّد بقول الزهري: أخبرني سهل، وليس كذلك لما ذكره أبو حفص في كتابه الناسخ والمنسوخ، ثنا أحمد بن