سائر الرواة عن هشام قال: ولم يذكر أحد عن هشام وتوضئي إلا حماد بن زيد، وفي موضع آخر: ليست بمحفوظة، وفيه نظر لما ذكره ابن حبان في صحيحه من حديث أبي حمزة عن هشام به، ثم قال: ذكر خبر المدحض قول من زعم أن هذه اللفظة تفرد بها أبو حمزة، فذكر حديث أبي عوانة عنه بها، ورواه من حديث أبي حمزة السكري، عن هشام، عن أبيه مرسلا بلفظ فاغتسلي عند طهرك وتوضئي عند كل صلاة.
وروى الحسن بن زياد هذه اللفظة، عن أبي حنيفة، عن هشام مرفوعا.
قال البيهقي: واللالكائي فيما حكاه عنه ابن الجوزي في التحقيق، والصحيح أن هذه الكلمة من قول عروة مستدلين بقول هشام قال أبي، ثم تتوضأ، وليس ذلك بينّ في الإدراج لما أسلفنا قبل من حديث النسائي وغيره، ولما يأتي بعد من عند الدارمي أيضا، وعروة لا يمكن أن يقول هذا من نفسه، إذ لو قاله هو لكان لفظه: ثم تتوضأ لكل صلاة، ولم يقل: توضئي مشاكلا لما قبله، من لفظ الأمر، والله تعالى أعلم.
ويفهم من قول البيهقي وروى اللؤلؤي تفرده بذلك، وليس الأمر على ما يوهمه كلامه، فقد تابعه عن أبي حنيفة المقرئ، وأبو نعيم فيما ذكره الطحاوي بلفظ: فاغتسلي لطهرك، ثم توضئي عند كل صلاة.
وذكر ابن الهذيل فيما ذكره الحافظ أبو الشيخ في فوائد الأصبهانيين، عن سالم بن عصام، عن عمه عن محمد بن المغيرة، عن الحكم عن أيوب عنه، وتابع أبا حنيفة عليها أيضا يحيى بن هاشم، رواه الحارث بن أبي أسامة عنه، ثنا هشام، وقال أبو عمر في التمهيد: ورواية أبي حنيفة عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا كرواية يحيى بن هاشم سواء، قال فيه: وتوضئي لكل صلاة، وكذلك رواه حماد بن سلمة