وضع الزبيدي في طبقاته أبا علي الفارسي في الطبقة العاشرة من النحويين البصريين، وإدخال أبي علي ضمن النهج البصري صحيح إلى حد بعيد، فالخلاف الرئيس بين النهجين البصري والكوفي هو أن الأول أشد تحرياً للقاعدة وأكثر حرصاً على التعليل الذي يأتي مرادفاً ومتمماً للاستقراء، فالبصريون لا يبنون القواعد المطردة إلا على ما كثر واستفاض في كلام العرب بينما نجد الكوفيين أشد أخذاً بالسماع يقيسون على الشاذ، ولقد مر موقف، أبي علي من الشاذ وأقواله في رفض القياس عليه. ويتضح موقفه من المدرسة البصرية تماماً في كتابه التكملة فهو يأخذ بمعظم آرائهم وتخريجاتهم وهذا ما فعله بكتاب سيبويه إذ نقل عنه كثيراً وأشار إلى هذا النقل ولكن المرات التي أخذ فيها عن سيبويه ولم يشر له صراحة تفوق عدد المرات التي نص فيها على اسمه. وقد تقدم القول بأنه يسمي البصريين "أصحابنا".
وتتضح بصريته في موقفه من الخلاف بين البصريين والكوفيين في اشتقاق الأفعال والمصادر، فهو يصرح برأي البصريين بأن الأفعال مشتقة من المصادر كما أن أسماء الفاعلين والمفعولين مشتقة منها ويرد على الكوفيين ضمناً عندما يقول: "ولو كانت المصادر مشتقة من الأفعال لجرت على سنن في القياس ولم تختلف كما لم تختلف أسماء الفاعلين والمفعولين فلما اختلفت المصادر اختلاف سائر أسماء الأجناس دل ذلك على أن الأفعال