للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة]

لم يلق "إيضاح" الفارسي و "تكملته" -على ذيوع اسمهما واسم مصنفهما- من اهتمام دارسي اللغة المحدثين وعنايتهم مثل ما لقياه من علمائها الأقدمين؛ إذ تناولها هؤلاء شرحاً ونظماً واعتراضاً أو تأييداً وكان أبرز دلائل الاهتمام والعناية أن يتصدى عالم كبير كعبد القاهر الجرجاني إلى الكتابين فيشرحهما ثلاث مرات، أولًا بثلاثين مجلداً سماه "المغني" فبتلخيص له سماه "المقتصد" ثم بمختصر لهذين سماه "الإيجاز" (١) كما شرحهما سعيد بن المبارك المعروف بابن الدهان بثلاثة وأربعين مجلداً (٢) وقد عُدَّ خمسة وعشرون من شراحه منهم الأندلسيون والمغاربة والمصريون والعراقيون.

ولعل تهيب المحدثين في ذلك يرجع إلى كثرة نسخ الكتابين وما يواجه من يقدم على ذلك من صعوبات في جمعها، فهي موزعة بين مكتبات اسطنبول ومدريد والقاهرة وغيرها.

وحين عزمت على تحقيق كتاب الإِيضاح -الجزء النّحوي- ودراسته، موضوعًا لرسالة الماجستير، ابتدأت مرحلة جمع هذه النسخ حيث سافرت إلى


(١) كشف الظنون ١/ ٥١٢. وانظر أيضًا عبد القاهر الجرجاني تأليف. د. بدوي ص ٢٠.
(٢) المصدر السابق ١/ ٥١٣.

<<  <   >  >>