للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بابُ أَلفِ التأنيثِ التي تَلحَقُ قَبلَها ألفٌ فَتَنْقَلِبُ الآخرةُ منها هَمَزةً لوقوعها طرفًا بَعَدَ أَلفٍ زائدةٍ (١)

اعلمْ أَنَّ أَبنيةِ الأسماءِ (٢) التي تَلحَقُها هذه العلامةُ على ضُروبٍ: فَمنها فَعْلاءُ، وهي (٣) لا تكونُ أبدًا إلَّا للتأنيثِ، ولا تكونُ همزتُها إلَّا منقلبةً عن أَلفه (٤)، فهي في هذا البابِ مثلُ "فُعْلى" في بابِ الألفِ المقصورةِ، وفَعَلَى وفُعَلَى، وتكونُ اسمًا وصفةً. فإِذا كان اسْمًا كان على ثلاثةِ أَضْرُبٍ: اسمٌ غيرُ مَصْدرٍ، واسمٌ مصدرٌ، واسمٌ يُرادُ بهِ الجَمْعُ. فَمثالُ الأوَّلِ قولهم (٥): الصحراءُ والبَيداءُ وسَيناءُ (٦) والهَضّاءُ. قَالَ أحمدُ بنْ يَحيَى: وهي الجماعةُ من الناسِ، وأنشَدَ:

[٧١] إليهِ تَلجأُ الهضّاءُ طُرَّاً … فليسَ بقائلٍ هُجْرًا لجادِى (٧) والجَّماءُ من قولهم، جاءوا الجَّماءَ الغفيرَ (٨) والجُرْباءُ للسّماءِ (٩).


(١) هذا الباب كذلك في المخصص (١٦/ ٩٠ - ٩٥) بنصه مع بعض الخلافات اليسيرة.
(٢) ف: "الأشياء". تحريف.
(٣) ص: هي "التي".
(٤) ص: عن "الف".
(٥) ص: "قوله".
(٦) في معجم البلدان ٥/ ٢٠١: "سيناء، يكسر أوله ويفتح، اسم موضع بالشام يضاف إليه الطور فيقال طور سيناء وهو الجبل الذي كلم الله تعالى موسى بن عمران عليه السلام.
(٧) هذا البيت لأبي دؤاد واسمه جارية بن الحجاج.
والهجر: القبيح من الكلام، والجادي طالب الجدا. ديوانه ق ٢٥/ ٦ ص ٣٠٩، ومنسوب له في القيسي ١١٥ ظ، مادة (هضض)، في الصحاح ٣/ ١١١٣، وفي اللسان ٩/ ١١٦ وهو غير منسوب في الخصص ١٢/ ٢٢٠ و ١٥/ ١٢٣ و ١٨٢ و ١٦/ ٤١ و ٩٠. وفي جميعها نقل عن أبي علي من التكملة، اللسان (جدًا) ١٨/ ١٤٥ هـ وروي في الصحاح واللسان "هضض" "الجار"، حكاية عن ثعلب ونقل صاحب اللسان: "وقال ابن بري وصوابه هجرًا لجاد بالدال".
(٨) في جمهرة الأمثال ١/ ٣١٦: جاءوا جمًا غفيرًا وجاءوا جمًا غفيرة: إذا جاءوا بكثرة".
(٩) ك، ص، ل: "السماء".

<<  <   >  >>