للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا بَابُ ما جُعِلَ الاثنانِ فيهِ على لَفْظِ الجميعِ (١)

وذلكَ أنْ يكونَ الشَّيئانِ، كُلُّ واحدٍ مِنْهُما، بعضَ شيءٍ لا يُفْرَدُ من صاحبهِ. وذلك قولُهُمْ: ما أحسنَ رُؤوسهُمَا، وقال: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (٢). قَالَ تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (٣). وزعموا أن فِي حَرْفِ عبدِ الله (٤): (فاقطعوا أيْمَانَهُمَا) (٥) وهذا بمنزلةِ نحنُ فَعَلْنَا، (إِذا) (٦) كانا اثْنينِ. وزَعْمَ يونِسُ (٧) أنَّهمْ يقولونَ: ضَرَبْتُ رأسَيهُما. وقال همْيَان (٨) فَجَمَع اللغتين؛ ببيتٍ:

ظَهْرَاهُمَا مِثْلُ ظُهُورِ التُّرسَيْن.

ومَنْ قَالَ: "أيابيبٌ" وأقاويلُ لم يَقُلْ: أقوالانِ. وقالوا: لقاحَانِ سَوْدَاوانِ، ولقاحٌ جمعُ لَقْحَةٍ، كلَّهُمْ جعلوهُ بمنزلةِ قطيعٍ (٩)، حيث قالوا: لِقاحٌ واحدةٌ (١٠) قالَ:


(١) ص، س: "الجمع".
(٢) آية ٣٨/ التحريم ٦٦، انظر سيبويه ٢/ ٢٠١.
(٣) آية ٣٨/ المائدة. انظر المرجع السابق.
(٤) عبد الله: هو عبد الله بن مسعود بن الحارث، المخزومي، التميمي، الكي. أحد الصحابة من السابقين والبدريين، عرض القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يلزمه ويخدمه. وكانوا لا يفضلون عليه أحد فِي العلم، وهو إِلَى ذلك الإِمام فِي تجويد القرآن وتحقيقه وترتيله، واليه تنتهي قراءة عاصم وحمزة والكسافى والأعمش. توفي فِي المدينة سنة ٣٢ هـ. انظر ترجمته فِي: المحبر ٢٧٨، البيان والتبيين ٢/ ٥٦، حلية الأولياء ٢/ ٢٥٧، صفوة الصفوة ١/ ١٥٤ - ١٥٥، البداية والنهاية ٦/ ٧٦، طبقات القراء ١/ ٤٥٨ - ٤٥٩، الإصابة ت ٤٩٤٥ ج ٤/ ١٢٨.
(٥) انظر: شواذ ابن خالويه ٣٣.
(٦) الأصل، س، ت: (إذ)، وما أثبته أولى.
(٧) انظر: سيبويه ٢/ ٢٠١.
(٨) ج ر: هميان (بن قحافة)، وكذا فِي سيبويه ٢/ ٢٠٢.
(٩) أوضح الجرجاني فِي المقتصد (١٥١ ظ) قول أي على هذا فقال: "وأمَّا تثنية الجمع، فنحو أقوالان فلا يَجوز، ذلك أنك إِذا قلت: أقوال وأقاويل، قصدت الكثرة بتكرير الجمع والتثنية تدل على القلة فلا يحسن الجمع بين لفظها ولفظ الجمع، فإن جاء ذلك فعلى قولك أقوال هاهنا وأقوال هناك. كما قالوا: "لقاحان" على قولك: لقاح هنا، ولقاح هناك، فدل التثنية على الافتراق، ولهذا قَالَ: كأنهم جعلوه بمنزلة قطيع"
(١٠) س، ع، ف: "واحد".

<<  <   >  >>