للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالوا لِمنْ يَبيعُ البُتُوتَ: "بَتَّاتٌ"، وقالوا بَتيٌّ. فتعاقبهما على معنىً واحدٍ (١) يَدُلُ على أنَّ المرادَ بأحَدِهما ما يُرادُ بالآخَرِ.

بابُ العَدَدِ

إعلمْ أن قولَهُم: واحِدْ (٢)، اسمٌ جَرَى (٣) فِي كلامِهِم على ضَرْبَيْنِ:

أحَدهُما: أنْ يكونَ اسمًا والآخرُ: أنْ يكونَ وصفًا. فالاسْمُ الذي ليسَ بصفةٍ قولهم: "واحِد" (٤) المستعملُ فِي العَدَدِ نحو: واحدْ إثنانْ ثلاثةْ، فهذا اسمٌ ليسَ بوصفٍ كما أن سائِرَ أسماءِ العَدَدِ كذلك. ولا يجري شيءٌ منها عَلَى موصوفٍ على حَدّ جَرْيِ الصفَةِ عليهِ.

وأمَّا كونُه صفةً فنحو قولهِ تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (٥). ولَمَّا جَرَى على المؤنثِ لَحِقَتْه عَلَامةُ المؤنثِ (٦) فقالَ تعالى: {إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} (٧) كقائمٍ وقائمةٍ، ومن ذلكَ قَولُه (٨):

[٢٩] فَقَدْ رَجِعُوا كحَيٍّ واحِدينا (٩).


(١) ف: "المعنى الواحد".
(٢) غير الأصل: "واحد".
(٣) ك: يجري.
(٤) غير الأصل: "واحد".
(٥) آية ١٠٨/ الأنبياء ٢١.
(٦) ك، ص، ل، ف، ي: "علامة التَّأنيث"، س، ع: "علامته".
(٧) آية ٢٨/ لقمان ٣١.
(٨) ص: "قولهم" سهو. ي: "قول الشاعر".
(٩) عجز بيت للكميت بن زيد الأسدي وتمامه:
وضم قواصي الأحياء منهم … فقد رجحوا كحي واحدينا
والشاهد فِيهِ أَنَّهُ جمع واحدًا، الصفة على واحدين. لأنه بمعنى منفردين فيجمع مذكره بالواو والنون جمعًا سالمًا وكذلك مؤنثه، ولو أراد به واحدًا، الموضوع للعدد، لم يَجُزْ تثنيته، ولا جمعه. ديوانه ص ١٢٢/ ٦٥٧، ومنسوب له فِي القيسي (٨٧ ظ) (وقد قدمه فِي إيضاحه على الشاهد الذي قبله)، معاني القرآن ٢/ ٢٨٠، اللسان (وحد) ٤/ ٤٦٢. وغير منسوب فِي التنبيه على شرح =

<<  <   >  >>