للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد حَرَّكوا حرفينِ من هذا (١) البابِ بالفتحِ، وذلك النُّونُ في "منْ" إذا دَخَلت على اسْم فيه لامُ المعرفةِ (٢) نحو: منَ القَوْمِ، منَ الرَّجُلِ: ولمْ يُجيزُوا مَعَ الألفِ واللّام غيرَ الفَتْحِ إلَّا شاذًا.

فإن دَخَلَتْ على ما أوّلُهُ همزةٌ موصولةٌ غيرُ المُصَاحِبَةِ للامِ التّعرْيفِ كَسَروا لقالوا: "منِ ابْنِكَ". قالَ سيبويهِ (٣): "وقَدْ فَتَحَ قومٌ فُصَحَاءُ (٤) فقالوا: منَ ابْنكَ". وقالوا: عَنِ الرَّجُلِ، فَكَسَرُوا، ولم يفتحوا، كما فتحوا نُونَ "منْ"؛ لأنهُ لم تَتَوالَ فيه كسرتانِ، ومَنْ قرأ (مُريب الذي جَعَلَ "معَ اللهِ") (٥) كَرِهَ عندنا (٦) توالي الكسرتَيْنِ كما كَرِهَهُمَا في "مِن القومِ"، ولَيْسَ على إلقاءِ فَتْحَةِ همزةِ الوصلِ؛ لأنْ تلكَ تسقُطُ في الدَّرْجِ.

والحرفُ الآخَرُ الذي حُركَ بالفَتْحِ قولُهمْ (٧) (ألمَ. اللهُ) (٨). فالتحريك للسَّاكنِ الثالثِ الذي هو لامُ التعريف (٩).

بابُ التقاءِ السَّاكنينِ من كلمتين في الدّرجِ والأولُ (١٠) منهما حَرفُ لينٍ

لا يخْلُو حَرْفُ اللّينِ؛ إذا كانَ السّاكنَ الأولَ من الكلمتينِ


(١) ل، ف، ي: "في" هذا.
(٢) ك، ي: "لأم التعريف".
(٣) سيبويه ٢/ ٢٧٦.
(٤) ل: "قوم من الفصحاء، وهذا خلاف ما ورد في كتاب سيبويه إذ إن فيه قوم فصحاء كما في الأصل وبقية النسخ.
(٥) آية ٢٥ و ٢٦/ ق ٥٠. وتكملة الثانية من ف. وتمام الآيتين (مناع للخير معتد مريب الذي جعل مع الله إلهًا آخر فألقياه في العذاب الشديد).
(٦) سقطت "عندنا" في: ف.
(٧) ك: " قوله" أولى.
(٨) آية ١ و ٢/ آل عمران ٣. وتمامهما (ألم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم).
(٩) غير الأصل، ي: "لام المعرفة".
(١٠) ي: "الأول". س "والأولى" تحريف.

<<  <   >  >>