للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يمكن أن نبرئ ابن سيدة من أنه فعل ذلك متقصدًا لكني -مع هذا- أورد رواية رواها القفطي (١) علّها تنصف الرجل ونصها:

"وذكر الوقّشِي عن أبي عمر الطلمنكي قال: "دخلت مرسيه فتشبّثَ بي أهلها، ليسمعوا على" غريب المصنف" فقلت لهم: انظروا من يقرأ لكم، وأمسك أنا كتابي، فأتوني برجل أعمى يعرف بابن سيده، فقرأه عليَّ من أوله إلى آخره. فعجبت من حفظه".

فالأرجح إذا أنه كان يحفظ الكتاب بكامله، وقد أملاه على من نسخ له المخصص، ولكن هل يدفع حفظه هذا للتكملة أخذه أبوابًا بكاملها ووضعها في كتابه؟ لا أظن ذلك.

[٣ - التكملة والأمالي الشجرية]

ابن الشجري (٢) عالم معروف أيضًا من علماء العربية، وصاحب الأمالي المعروفة باسمه، وهو أكثر الذين نقلوا عن أبي علي من "التكملة" أمانة ودقة، وأقربهم إلى الأساليب الحديثة في اقتباس النصوص، فهو ينبه قبل بداية النص وعند انتهائه على اسم المصنف أو الكتاب، وينوع في ذلك. فهو أحيانًا يأتي باسم المصنف وكنيته ولقبه سوية كقوله:

"وأما الألية فقال أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي -رحمه الله-: "قد جاء في المؤنث بالياء حرفان لم تلحق في تثنيتها التاء وذلك قولهم خصيان واليان، فإِذا أفردوا، قالوا: خصية وإلية، وأنشد أبو زيد:

ترتج الياه ارتجاج الوطب


(١) إنباه الرواة ٢/ ٢٢٦ - ٢٢٧.
(٢) انظر ترجمته ومصادرها في إنباه الرواة ٣/ ٣٥٦ - ٣٥٧.

<<  <   >  >>