ويجوز أن يكون على قول سيبويه أن إجراحًا جاء في الشعر للضرورة، ولم يستعمل في الكلام. كما جاء ضَنِّنُوا ونحوه من المرفوض من المنثور" (١).
ويرتبط بمذهب القياس عن النحاة عدة موضوعات سنتتبع أثرها في تكملة أبي علي هي:
أ- التعليل
ب- الاحتجاج أو الاستدلال
ج- الأصول والفروع
د- التأويل والتخريج
(أ) التعليل: معنى التعليل عند النحويين النظر في مختلف الأحكام النحوية وما يرونه من الأسباب الداعية لتلك الأحكام. وأوضح ما يبسط نظرة النحاة إلى التعليل ما نقله الزجاجي عن بعض شيوخه أن الخليل سئل عن العلل التي يعتل بها في النحو فقيل له: "عن العرب أخذتها أم أخترعتها من نفسك فقال: إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها وعرفت مواقع كلامها وما قام في عقولها علله وإن لم ينقل ذلك عنها، واعتللت أنا بما عندي أنه علة لما عللته فيه فإن أكن أصبت العلة فهو الذي التمست، وإن تكن هناك علة له فمثلى في ذلك مثل رجل حكيم دخل دارًا محكمة البناء عجيبة النظم والأقسام، وقد صحت عنده حكمة بانيها بالخبر الصادق أو البراهين الواضحة، والحجج اللائحة، فكلما وقف هذا الرجل في الدار على شيء منها قال: إنما فعل هكذا لعلة كذا وكذا ولسبب كذا وكذا سنحت له وخطرت بباله محتملة، فجائز أن يكون الحكيم الباني فعل ذلك للعلة التي ذكرها هذا