للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[١٩] عَجِبْتُ والدّهْرُ شَديدٌ عَجَبُهْ … منْ عَنَزِيٍّ سبَنَّي لَمْ أضْرِبُهْ (١)

بابُ تخفيفِ الهمزةِ (٢)

الهمزةُ حرفٌ يخرجُ من أقصى الحَلْقِ. وهي أدْخَلُ الحُروفِ في الحلقِ فلما كانتْ كذلك استَثْقَلَ أهلُ التَّخفيفِ إخراجَهَا من حيثُ كانَتْ كالتهوعِ فخففّوها. وتخفيفُها لا يخلو من أن تُجْعَلَ بَيْن بَيْن (٣) أو بأنْ تُقْلَبَ أو بأنْ (٤) تُحْذَفَ.

وهي لا تخلو من أن تكونَ ساكنَة أوْ مُتَحَرِّكَة. فإنْ كانت ساكنةً فما قَبْلَها لا يخلو من أنْ يكونَ مضمومًا أوْ مكسورًا أوْ مَفْتوحًا، فإنْ كانَ ما قبلَها مضمومًا، قُلِبَتْ واوًا، وذلكَ قولهم في جؤنَةٍ: "جُوَنَةٌ" وفي لُؤمٍ (٥):


(١) البيتان لزياد الأعجم وهو من عبد القين وإنما سمي الأعجم للكنة كانت فيه. والشاهد في الثاني منهما، وهو نقل حركة الهاء إلى الباء من قوله "أضربه" لتكون أبين في الوقف؛ لأن مجيئها ساكنة أخفى لها.
والبيتان منسوبان له في: القيسي ٧٩ ظ، سيبويه والشنتمري ٢/ ٢٨٧، وهما غير منسوبين في: الكامل للمبرد ٣٢٥، السيرافي (٥٢٨) نحو ١/ ٢٤٢، توجيه إعراب أبيات ٤٥، المحتسب (الثاني) ١/ ١٩٦، ابن يعيش ٩/ ١٩، الرضي على الشافية ٢١١، شواهد الكشاف ٤/ ٣٣٢.
وروي "كثير عجبه" في غير "ك" من نسخ التكملة وكذلك في غير القيسي والسيرافي من المراجع. وروي الأول في اللسان "يا عجبًا والدهر جم عجبه" قال: والمشهور فيه "عجبت والدهر كثير".
(٢) ي: "الهمز".
(٣) فسر سيبويه أن تحرك الهمزة "بين بين" بقوله ٢/ ١٦٤: " فكل همزة تقرب من الحرف الذي حركتها منه، فإنما جعلت هذه الحروف بين بين، ولم تجعل ألفات، ولا ياءات، ولا واوات؛ لأن أصلها الهمز، فكرهوا أن يخففوا على غير ذلك فتحول عن بابها، فجعلوها بين بين، ليعلموا أن أصلها عندهم الهمز.
(٤) ف: "أو أن".
(٥) ك: "ولؤم". انظر سيبويه ٥/ ١٦٤.

<<  <   >  >>