للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالوا: شَاةٌ ذَبِيحٌ وناقةٌ كسيرٌ. فأَمَّا الذبيحةُ والضَحيَّةُ والرَّمَّيةُ في قولهم: بِئْسَ الرَّميَّةُ الأرنبُ (١)، فليسَ من هذا، ألا تَرَى أنَّكَ تقولُ ذلكَ فيها، ولم تُرْمَ وذبيحةٌ (٢) ولم تُذْبَحْ أنْشَدَ أبو زيدٍ:

[٢١٠] ثم رآنى لأكونَنْ ذَبيحَةً … وقد كَثُرَتْ بينَ الأعمَّ المضائضُ (٣)

كأنَّه قالَ: لأكونَنّ مما يَذْبَحُهُ.

بَابُ ما جُمِعَ على معناه دونَ لَفْظهِ

قالَ الخليلُ (٤): إنَّما قالوا مَرْضَى وهَلْكَى ومَوْتَى وجَرَبْى ونحوَ ذَلَكَ (٥)، لأنَّ هذِه الأشياءَ أمورٌ ابْتُلُوا بها، وأُدْخِلوا فيها، وَهُمْ لها كارِهونَ .. فصارَ بمنزلةِ المفعولِ بهِ نحو جَريحٍ وجَرْحَى، وعَقيرٍ وعَقْرَى، وليسَ كذلكَ (٦) في


(١) انظر سيبويه ٢/ ٢١٣، وفسره في اللسان (رمى) ٢٠/ ٥٣ بقوله: أي بئس الشيء مما يرمى به الأرنب.
(٢) سقطت "ذبيحة" في ل.
(٣) لقيس بن جروة ويلقب بعارق. والشاهد فيه: "لا كونن ذبيحة" أي مما يذبحه، بينه أبو علي لأنهم يقولون ذبيحة لما لم يذبح، وضحية لما لم يضح به، ورمية لما لم يرم، وذبيح لما ذبح، ورمى لما رمى. وفي النوادر: "الأعم: الجماعة قال الرياشي: كذا روى، ولو قال: الأعم لكان أصح" والأعم- بالفتح- الأكثر وأراد في البيت: جمهور العشيرة، … والأعم -بالضم- جمع عم مثل حظ وأحظ وصك وأصك، وشدوأشد. والمضائض: المكاره واحدها مضيضة. والبيت منسوب له في القيسي ١٨٥ ظ، نوادر أبي زيد ٦١ - ٦٢. وهو غير منسوب في: التنبية على شرح مشكلات الحماسة ١٨٢، المخصص ٨/ ٨١ (عجزه)، اللسان مواد (عمم) ١٥/ ٣٢٣ و (رمى) ١٩/ ٦٩. وروايته في ف: "ثم رماني" وبهذه الرواية ورد في اللسان. وورد في التنبية "ثم وأنى" تحريف، وفي النوادر: "لا أكونن" سهو. وروايته في القيسي: "الأعم"، وقد ذكرت هذه الرواية في النوادر.
(٤) سيبويه ٢/ ٢١٣.
(٥) في نص سيبويه "وأشباه ذلك".
(٦) ص: "ذلك" تحريف.

<<  <   >  >>