للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالوا: يُريدُ أنْ يَنْزِعَهَا وأنْ يَضْرِبَهَا (١) لأنَّ الهاءَ خفيّةٌ فكأنَّهُ قالَ: يُريدُ أَن يَضْرِبَا وكذلكَ يُريدُ أنْ يَكيلَها فإذَا رفعَ الفِعْل فقالَ: هو يَضْرِبُهَا أو يَكِيلُهَا (٢) لم يُميلوا لحَجْزِ الضَّمَّةِ. وكذلكَ إذا قالَ لم يَخَفْهَا ولم يَعْلَمْهَا (٣) لم يُمِلْ لأنّهُ لا كسرةَ (٤) هنا ولا ياءَ.

بابُ ما يمنعُ الألفَ منَ الأمالةِ من الحروفِ المُسْتَعْلِيَةِ

وهي سبعةُ أحرفٍ: الصّادُ، والضّادُ، والطّاءُ، والظّاءُ، والغَيْنُ، والقَافُ، والخَاءُ، فهذهِ الحروفُ تمنعُ الألفَ الإِمالةَ (٥) على أوصافٍ مخصوصةٍ. فمن المواضعِ التي تَمْنَعُ فيها الإِمالةَ (٦)، أن تكونَ مفتوحةً قبلَ الألفِ نحو صابرٍ وطائِفٍ وضامرٍ وظالمٍ وقاعدٍ وخَامِدٍ وغامدٍ (٧). وكذلكَ إذا كانتْ بعدَ الألفِ بحرفٍ، وذلك نحو هَابطٍ (٨) وغَائظٍ ووامِضٍ (٩) ونَافِخٍ ونَابغٍ (١٠) ونَافِقٍ.

وإنَّمَا رُفِضَتِ الإِمالَةُ هنا من حيثُ اجْتُلِبَتْ فيما تَقَدَّمَ؛ لأنَّ هذه الحروفَ تُصْعَدُ وتَسْتَعْلِى إلى الحنَكِ الأعْلَى، كما تَسْتَعْلِى الألفُ وتَصْعَدُ


(١) ف: "ويريد أن يضربها"، انظر سيبويه ٢/ ٢٦٢.
(٢) ف: "ويكيلها".
(٣) ص، ف، ج ر: "ولم يعملها" والمثال في سيبويه كما في الأصل (انظر: الكتاب ٢/ ٢٦٢).
(٤) ك، ع: "لا كسر".
(٥) ع: "من" الإمالة.
(٦) ص، ف: الإمالة فيها.
(٧) اختلف ترتيب الكلمات في النسخ المختلفة. وأكتفى بإِثبات ما في ع فقط في هذا الهامش، لتناسب الحروف الأولى من هذه الكلمات فيها، مع الترتيب الذي ذكره أبو علي للحروف المستعلية في أول كلامه في هذا الباب. وما في ع هو: "نحو صابر وضائر وطائف وظالم وغائب وقاعد وخامد".
(٨) ص: "في هابط".
(٩) ص: "وغائط" وقائض وناهض وفاحض، ووامض .... ".
(١٠) ف: "وبائع".

<<  <   >  >>