للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقياسُ قولهِ أن يقولَ حُمْرُ، وإنْ نَكَّرهُ (١) كانَ قياسُ قولِه أَنْ لا يَصْرِفَ (٢) بلا خِلافٍ (٣). وإنْ سَمَّيْتَ رجلًا بطَلْحَةٍ لم يَجُزْ فيهِ إِلاّ طَلَحاتٌ، ومن الدليلِ على ذلك قولُ العربِ: طلحةُ الطَّلْحاتِ (٤)، ولم يقولوا غير ذلك قالَ (٥):

[٢٤] نَضَّرَ اللَّهُ أعْظُمًا دَفَنَوها … بسَجسْتَانَ طلحة الطَّلحَاتِ (٦)

بابُ تثنيةِ الأسماءِ المُبْهَمَةِ وَجَمْعِهَا

تقولُ (٧) للمُذكرِ: ذا زيدٌ فإِنْ (٨) ثَنَّيْتَ، قلتَ: ذَانِ. وتقولُ للمُؤنثِ:


(١) ى: "نكرته". تحريف.
(٢) ص، ى: ينصرف.
(٣) الخلاف في الصرف وعدمه ناتج من أنك إذا سميت رجلًا بأحمر ثم نكرته، صرفت؛ لأن الوصفية قد زالت بالعلمية. وكان المانع من الصرف التعريف ووزن الفعل فإذا نكرته زال التعريف ورأى أبي علي أنك لا تصرف؛ لأنك إذا قدرت الوصفية وجمعته على فعل لم يكن الوصف قد خلع من الاسم البتة. فإذا نكرته كان فيه الوصف ووزن الفعل فلا ينصرف حتى كأنك قلت: هذا الرجل الأحمر، ثم نكرت فقلت: أحمر.
(٤) انظر: المقتضب ٤/ ٧.
(٥) ى: قال "الشاعر".
(٦) لعبد الله بن قيس الرقيات. و"طلحة الطلحات" أحد الأجواد المشهورين في الإسلام، واسمه طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي، وأضيف إلى الطلحات لأنه فاق في الجود خمسة أجواد اسم كل منهم طلحة. وسجستان، بلدة ببلاد فارس، وذكر القيسي في حديثه عن الشاهد أن بعض من قرأ كتاب أبي علي قد تأول أن أبا علي لا يجيز في طلحة إلا طلحات مسلمًا ولا يجيزه مكسرًا، وهذا تأول فاسد؛ إذ لا خلاف في تكسيره على طلاح كما تكسر أسماء الأجناس. قال: والذي ذهب إليه أبو علي إنما عنى به الرد على الفراء لأنه أجاز في طلحة، أسم رجل: "طلحون". نسب له في: المعرب ٢٤٦، معجم البلدان ٥/ ٣٩، ابن يعيش ١/ ٤٧، الخزانة ٣/ ٣٩٢.
وغير منسوب في: المقتضب ٢/ ١٨٨، ٤/ ٧، توجيه إعراب أبيات ٥٣/ ١٢٦ المخصص ١٧/ ٧٩، الاقتضاب ٤٣٧،. شروح سقط الزند (عن الخوارزمي) القسم الثالث / ٩٥٨، الانصاف ١/ ٢٧، اللسان (نضر) ٧/ ٦٩.
وقد روى "رحم الله" في توجيه إعراب أبيات، المخصص، المعرب، الانصاف، ابن يعيش، وقد حركت "طلحة" بالحركات الثلاث (على اختلاف بين المراجع)، ولكل توجيهه.
(٧) ص: "يقال".
(٨) ف، مجموعة م عدا س: فإذا.

<<  <   >  >>