للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بابُ ما جاءَ على فِعْلَى (١)

أَما (٢) ما جاءَ على فِعْلَى فإِنَّ ألفَه يَجُوزُ أن تكونَ للإِلحاقِ، ويجوزُ أن تكونَ للتأنيثِ. فِممّا (٣) جَاءَ أَلفُه للإِلحاقِ، وَلَم يُؤنَّثْ "مِعّزَىً"، كلُهُمْ يُنَوِّنُونَه (٤) في النكرَةِ فتقول (٥): رَأَيتُ مِعْزَىً، كما تَرَى.

وَمما يَدلُّ عَلَى (٦) أَنَّ هذِهِ الألِفات الملحقاتِ تَجْرَي مجرى ما هو منْ أنْفُسِ (٧) الكَلِم، قولُهم في تحقيرِ مِعْزَىً وأرْطىً: مُعَيزٍ وأرَيْطٍ (٨)، كما يقولونَ: دُرَيهمٌ .. وَلَو كَانَتْ للتأنيثِ، لم يَقلبوا الألفَ، كما لم يَقْلِبُوا في جُبَيْلَى وأُخَيْرَى، وأَما ما جَاءَ فيه الأمْرانِ جميعًا في هذا البابِ، فَذِفْرَى، منهم من يقولُ: "ذِفْرَىً أسيلةٌ"، فَنَوَّنَ (٩). وهي أقلُّ اللغتين، فألحَقَها بدْرَهمِ وهِجْرَعٍ (١٠)، ومنهُمْ من يقولُ: "ذِفْرى أسِيْلَةٌ"، فَلَمْ يصْرِفْ (١١) وأنشَدَ (١٢) (ثَعلَبٌ) (١٣):


(١) هذا الباب بنصه مع بعض الاختلاف اليسير في المخصص ١٦/ ٨٩ - ٩٠.
(٢) س: "وأما".
(٣) ص: "فما".
(٤) ع، ل: "ينونه" وكذا في المخصص.
(٥) ف: فيقولوا، سهو.
(٦) سقطت "على" في ص.
(٧) ص: "نفس".
(٨) انظر المقتضب ٢/ ٢٥٩.
(٩) ك، ل: "ينونون".
(١٠) قال ثعلب في مجالسه (القسم الثاني/ ١٧٩): "ليس في الكلام فعلل إلا حرفان: "درهم وهجرع" والهجرع: الطويل أو الأحمق أو الجبان.
(١١) في سيبويه ٢/ ٨ - ٩ "فأما ذفرى فقد اختلف العرب فقالوا: هذه ذفرى أسيلة فنونوا وهي أقلهما. وقالوا: ذفرى أسيلة وذلك أنهم أرادوا أن يجعلوها ألف تأنيث. فأما من نون جعلها ملحقة بهجرع".
(١٢) ص، مجموعة م عدا س: "قال".
(١٣) تكملة من غير الأصل، س، ك.

<<  <   >  >>