للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ للهِ وَحْدَهُ (١)

الحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ، الذي جَعَلَ حمدَهُ فاتحةَ كتابهِ، وخَاتمَةَ دَعوى أوليائهِ في جنّتهِ، فقالَ تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٢) وصلَّى اللهُ على محمدٍ خاتَمِ النبييّنَ، وعلى أَنبيائهِ المَرسلينَ، وعبادهِ الصالحينَ، وإياهُ نَسْألُ وإِليهِ نَرْغَبُ في إيزاعِ الشّكرِ، وإلهامِ الحمْدِ، على ما منحَ الأنام، وشَمِلَ الخاصَّ والعامَّ من النِّعْمَةِ بالملكِ العادلِ، عَضُدِ الدَّولةِ (٣)؛ أطال اللهُ بقاءهُ، وأَسبغَ عليهِ نعماءَهُ، كما أَفاضَ في البلادِ عَدْلَهُ، وأَوْسَعَ وأوْسَعَ العبادَ فَضْلَهُ، وبَثَّ فيهم عُرْفَهُ وطَوْلَهُ. وقَبضَ عنهم الآراء الجائرة، وكفَّ عنهم الأيدي الغاشمةَ، حتى ما نَجدُ إلا فقيرًا محبورًا، أَو غنيًا موفورًا، فإلى الله نبتهل في إمتاعهِ، بِما خَوّلَهُ وخوّلَ بهِ من هذه النِّعَم، وإبقائهِ عمادًا للدينِ، وجمالًا للدُّنيا (٤)، إنّهُ سميعُ الدُّعاءِ، فَعّالٌ لما يَشاءُ.

[قال أبو علي الحَسَنُ بنُ أَحمدَ] (٥): النّحوُ عِلْمٌ بالمقاييسِ المُسْتَنْبَطَةِ من استقراءِ كلامِ العربِ، وهو ينقسمُ قسمينِ:


(١) اختلفت النسخ بين وجود هذه العبارة وحذفها وزيادة الاستعانة، والصلاة على النبي وآله، ولكن النص الآتي يدل على أن هذه العبارات مقحمة.
(٢) آية ١٠/ يونس ١٠.
(٣) أبو شجاع فنا خسرو بن الحسن ركن الدولة، تولى الحكم من ٣٣٨ - ٣٧٢ هـ.
(٤) سقطت "للدنيا" في ي.
(٥) سقطت في غير الأصل.

<<  <   >  >>