للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(جـ) القليل: موقفه من القليل يتخذ صورًا متعددة فهو ينص أحيانًا على أنه لا يقاس عليه كقوله: "وقد جمعوا فَعْلًا في العدد القليل على أفعال وذلك قولهم رَأدٌ وأرْآد، والرأد أصل اللحيين، وزند وأزناد، وفرخ وأفراخ، وفرد وأفراد، وذلك قليل لا يقاس عليه" (١).

ومثل هذا قوله: "وقد كسروه (أي بناء فَعَلٍ) على أفْعُل، كما كسروا فعلًا عليه وذلك زَمَن وأزْمنُ، وجَبَل وأجْبُل، وأفْعُل في فَعَل في القلة وأنه لا يقاس عليه كأفعال في باب فَعْلٍ" (٢).

وينص أحيانًا على إهماله فهو يقول مثلًا: "فأما قولهم: انقحل فلا اعتداد به لقلته" (٣). ويعني لا اعتداد باجتماع زيادتين في أوله لأنه سبق أن منع مثل هذا الأمر.

وقد يستقصي القليل ويحصي ما ورد منه عن العرب كقوله: "وأما فِعْلى الذي يكون جمعًا فما علمته جاء إلا في حرفين، قالوا في جمع حَجَلٍ حِجْلَى، قال الشاعر:

ارحم اصيبيتي الذين … البيت

وقالوا في جمع ضربان: ضِرْبَى، قال القتال الكلابي:

يا أمة وجدت … البيت (٤).

ومثل هذا قوله وقدجاء حرفان لم تلحق في تثنيتهما التاء وذلك قولهم: خُصْيان وألْيَان، فإذا أفردوا قالوا في الواحد: خِصيْة وإِلية.

وأنشد أبو زيد:


(١) التكملة ٤٠٩.
(٢) التكملة ٤١٤.
(٣) التكملة ٥٦١.
(٤) التكملة ٣٣٢.

<<  <   >  >>