للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللَّفْظَ؛ لأنَّ (١) المريضَ مثلُ الظريف، فكانَ حَقُّةُ مِراضٌ كما قالَ جريرٌ.

[٢١١] وفي المِراضِ لنا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ (٢).

وقد قالوا في (الهالكِ) (٣) هُلّاكٌ وهَالكونَ، كما يجبُ في القياسِ. والحَمْلُ في هذا البابِ على اللفظِ أكْثَرُ في كلامِهِمْ من الحَمْلِ على المعنى، ألا ترى أنَّهم قالوا: دامِرٌ ودامِرونَ (٤) ولم يقولوا: دَمْرَى (٥).

وقالوا: بعيرٌ جَرِبٌ وإبلٌ جِرَابٌ، جَعَلوُهُ بمنزلةِ حَسَنٍ وحِسَانٍ، وَوَافَقَ (فَعِلٌ) (٦) فَعَلًا في الصِّفَةِ، كما وَافَقَ جَمَلٌ فَخِذاً في التَّكْسِيرِ حَيْثُ جَمَعوها على أفْعالٍ. فأما قولُهُمْ: جَرْبَى فيجوزُ أنْ يكونَ جَمْعَ أجْرَبٍ أيضًا، ويُحْمَلُ (٧) على المَعْنَى. كما قالوا: أحْمَقٌ وحَمْقَى، وأنوَكٌ ونَوْكَى. جُعِلَ (٨) ما أُصِيبَ بهِ في بَدَنهِ بمنزلةِ ما أُصِيبَ بهِ في نَفْسِهِ.


(١) ل: "ولأن".
(٢) ديوانه ص ٣٤ من قصيدة يمدح بها أيوب بن سليمان بن عبد الملك وتمام البيت:
قتلننا بعيون زانها مرض … وفي المراض لنا شجو وتعذيب
وهو منسوب له في القيسي (١٨٦ و).
(٣) الأصل: "في الهلاك" سهو.
(٤) س: " ذامر وذامرون" تصحيف. وفي اللسان (دمر) ٥/ ٣٧٧: "ورجل دامر: هالك لا خير فيه، يقال رجل خاسر دامر".
(٥) س: "دامري". تحريف وجاء في شرح الجرجانى للكتاب (١٦٦ و): "وأما قولهم دامر ودامرون وامتناعهم من أن يقولوا: "دمرى" فلأجل أن اعتبار ذلك نوع من المشكلة فلا يجب في كل شيء".
(٦) الأصل "فعال" سهو. وقد نص سيبويه على ذلك في ٢/ ٢١٤ إذ جاء فيه: "وقالوا: قوم وجاع" كما قالوا: بعير جرب وإبل جراب جعلوها بمنزلة حسن وحسان، فوافق فعل فعلا هنا كما يوافقه في الأسماء".
(٧) ف: "وحمل".
(٨) ف: "وجعل".

<<  <   >  >>