للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنْ ذلكَ: رَمَتِ المرأةُ، وبَغَتِ الأمَةُ، تُحَرِّكُ التاءَ بالكَسْرِ لالتقائها مَعَ لامِ التّعريفِ ولا تَرِدُّ الألفَ المحذوفةَ من رَمَى؛ لأن كسْرَةَ التاءِ غَيْرُ لازمةٍ، ألا تَرَى أنكَ تقولُ: بَغَتْ أمَةُ زيدٍ فَتُسَكِّنُ التاءَ ولا تكسرُها، فإِنْ كانَ الحرفُ الثّاني منَ الكلمةِ التي فيها الساكنُ الثّاني مَضْمومَاً ضَمّةً لازِمَةً جازَ فيهِ (١) التحريكُ بالضّمِّ والكسرِ جميعًا (٢) وذلكَ قَوَلَكَ: أرْكضِ أرْكضِ، وإنْ شئْتَ ضَمَمْتَ الضّادَ، وكذلك (بُنصْبٍ وعَذَابٍ أُرْكضِ) (٣) و (فَى جنّاتٍ وعُيونٍ ادْخلوهَا) (٤) و (قالتِ: اخْرُجْ) (٥).

وجميعُ هذا يجوزُ فيهِ (٦) في السّاكنِ الأوَّلِ التحريكُ بالضّمِّ، فَأمّا قولهُ عَز وجَل: {أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} (٧) فيجوزُ تحريكهُ بالضّمِّ من وجهينِ:

أحَدُهمَا: من حيثُ جَازَ (وعَذَ ابنُ أرْكصْ) (٣). والآخَرُ من حَيْثُ جَازَ (لَوُ اسْتَطَعْنَا) (٨) إلا تَرَى أن الضَّمَّ قد جَازَ في وَاو (لوُ اسْتَطَعْنَا) على التشْبيهِ بواوِ الضّميرِ؛ وإنَ كانتِ التاءُ بَعْدَ العين في اسْتَطَعْنا مفتوحةً غيرَ مضمومةٍ.


(١) سقطت "فيه" في: س.
(٢) سقطت "جميعًا" في: س.
(٣) آخر الآية ٤١ وأول الآية ٤٢ من سورة ص ٣٨. وتمامهما (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسنى الشيطان بنصب وعذاب. اركض برجلك، هذا مغتسل بارد وشراب). انظر أيضًا سيبويه ٢/ ٢٧٥.
(٤) آية ٤٥، ٤٦/ الحجر ١٥ وتمامهما {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ}.
(٥) آية ٣١/. يوسف ١٢. انظر أيضًا المرجع السابق.
(٦) سقطت فيها في: ت.
(٧) آية ٣/المزمل ٧٣. وانظر كذلك المرجع السابق.
(٨) آية ٤٢/التوبة ٩. وفي المحتسب ١/ ٢٩٢: (قرأها الأعمش بضم الواو. قال أبو الفتح: "شبهت واو (لو) هذه بواو جماعة ضمير المذكرين. فضمت كما تلك مضمومة").

<<  <   >  >>