للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأمَّا الضَّرْبُ الثاني وهو ما يُرادُ بهِ اسمٌ واحدٌ وإنْ كانَ البنَاءُ

للجَمْعِ (١) فنحو النَّسَبِ إِلَى مَدَائنَ وَمَعَافِرَ تقول: مَدائنيٌّ ومَعَافِريٌّ؛ لأنَّ معَافِرَ اسمُ رجلٍ (٢) كما أن مدائنَ اسمُ بَلَدٍ (٣). ومن ثم قالوا فِي الأنمارِ: أنماريٌّ (٤) وفي كلابٍ: كلابِيٌّ وفي ضَبابٍ: ضَبابيٌّ.

فأمّا قولُهم فِي الرِّبابِ: رُبّيٌّ فمنَ البابِ الأَوَّلِ لأن الرِّبابَ جَمْعٌ كالطوائفِ (٥)، وواحدهُ رُبَّةٌ، والرُبَّةُ: الفِرْقَةُ من النّاس فإِنما رُبّةٌ ورِبابٌ كُعْلَبَةٍ وعِلابٍ (٦) وجِفْرَةٍ وجِفَارٍ (٧). وقال (٨)

[٢٨] (عِلابٌ إِذا صَافَتْ جِفارُّ إِذا شَتَتْ … وفي القَيْظِ يَرْدُدْنَ المِياهَ إِلَى العِشْرِ) (٩)

وَقَدْ يستغنونَ عن ياءى النَّسَبِ بِأنْ يَصوغُوا (١٠) بناءًا يَدلُّ على الكَثْرَةِ. وذلكَ قولُهم لصاحبِ الثِّيابِ: "ثَوّابٌ"، ولصاحبِ العاجِ: "عَوّاجَ".


(١) ص: بناءا للجمع.
(٢) قَالَ سيبويه فِي ٢/ ٨٩: "وهو فيما يزعمون معافر بن مر أخو تميم بن مر.
(٣) فِي اللسان مدن (١٧/ ٢٨٩): "إِذا نسبت إِلَى مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام قلت: مدني، وإلى مدينة المنصور: مديني، وإلى مدائن كسرى: مدائني، للفرق بين النسب لئلا يختلط، أنظر أيضًا: المصنف ١/ ٣١١ - ٣١٢، معجم البلدان ٧/ ٤١٢ - ٤١٤.
(٤) قَالَ سيبويه ٢/ ٨٩: "لأنَّ الأنمار اسم رجل" انظر أيضًا اللسان (نمر) ٧/ ٩٤.
(٥) ف: كطوائف.
(٦) العلبة: قدح ضخم من جلود الإبل جمعه علب وعلاب.
(٧) الجفرة: انثى الجفر وهو ولد الشاء إِذا عظم واستكرش، والجمع: أجفار وجفار.
(٨) ص، ف، ي: "قَالَ". وقد سقطت "وقال" فِي ع.
(٩) العلاب: جفان تحلب فيها الناقة. والجفار: جمع جفر وهو ولد المعزي إِذا فصل عن أمه. والعشر: النوق التي تنزل الدرة القليلة. ولم يورد القيسى هذا الشاهد فِي إيضاحه، كما لم يثبت إلَّا فِي "س" من النسخ، وقد أثبته فِي المتن بسبب أَنَّهُ كتب فِي موضعه من مجموعة م عدا ع كلمة "مبيض". كما وجد فراغ فِي نفس موضعه من الأصل وبقية النسخ.
(١٠) ع، ل: "بأن يضعوا".

<<  <   >  >>