للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جُمُعَةٍ وَعَريفٍ ومَسْجدِ. وكذلك تقولُ فِي النسَبِ إِلَى الفَرائضِ: فَرَضَيٌّ، لأنكَ تَردُّه إِلَى فَرِيضَةٍ (١).

فأمَّا قَولُهم فِي الأنصارِ أنْصارِيٌّ فَلَمْ يَردُّوه (٢) إِلَى الواحدِ؛ لأنَّ هذهِ الصفَةَ صَارَتْ غَالِبَةً عليهمْ فَصَارَتْ بمنزِلَةِ الأعْلامِ كقولهم:

[٢٧] نابِغَةٌ (٣).

ومن ثَمَّ قالَ مَنْ قالَ (٤)، فِي الأبنْاءِ: أبْناوِيٌّ (٥). ومن رَدَّهُ إِلَى الواحدِ قَالَ: بَنَوِيٌّ (٦) جَعَلَه مثل (٧) فَرضيٍّ.

وقالوا فِي الأعرابِ: أعْرَابيُّ؛ لأنكَ لو رَدَدْتَه إِلَى عَرَبٍ لزِدتَ الاسَمَ عُمومًا. وتقولُ فِي النسَبِ إِلَى الانْباطِ: نَبَطيُّ فَتَردُّةُ إِلَى الواحدِ.


(١) ص، ف: "الفريضة".
(٢) س، ص: "فلم ترده" تحريف.
(٣) هذه أوَّلَ كلمة من بيت نسبه البغدادي فِي الخزانة ٢/ ١١٦ لمسكين الدرامي وتمامه.
"ونابغة الجعدي بالرمل بيته … عليه صفيح من رخام مرصع"
وقد استشهد منه أَبُو علي بقوله "نابغة" على أنَّ هذه الكلمة اسم علم لم يقصد به قصد الصفة الغالبة، فتلزمه الألف واللام نحو الحارث والعباس والضحاك، وإنَّما قصد به قصد الأعلام المختصة نحو زيد وعمرو ونحوهما. وقال المبرد فِي المقتضب ٣/ ٣٧٣ فِي حديثه عن الشاهد وإنَّما النابغة نعت فِي الأصل، ولكنه غلب عليه حَتَّى صار اسمًا.
والبيت غير منسوب فِي القيسي (٨٦ و)، سيبويه والشنتمري ٢/ ٢٤، المقتصب ٣/ ٣٧٣، الأمالي الشجرية ٢/ ١١٤، اللسان (نبغ) ١٠/ ٣٣٦.
وروايته فِي القيسي والمقتضب والأمالي: "من تراب منضد"، وفي سيبويه: "عليه تراب من صفيح موضع". وقال الأعلم: ويروى "عليه صفيح من تراب وجندل" وفي اللسان: "من تراب موضع".
(٤) ي: "ومن ذلك قالوا".
(٥) فِي سيبويه ٢/ ٨٩: "ومن ثم قالت بنو سعد فِي الأبناء: أبناوي كأنهم جعلوه اسم الحي والحي كالبلد وهو واحد يقع على الجميع".
(٦) انظر سيبويه ٢/ ٨٨.
(٧) ي: "بمنزلة": بدل "مثل".

<<  <   >  >>