للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يجوزُ أَن تقدِّرَ الفِعْلَ منفصلًا مِنَ الفاعلِ، كأنَّكَ جَزَمْتَ الفعلَ ثم ألحقْتَ علامة الضميرِ؛ لأنَّ الفاعلَ متَّصلٌ بفعلهِ كالجُزْءِ منهُ منْ حيثُ كانَ إعرابُ الفعْلِ (١)، بَعْدَهُ نحوُ: يضربانِ ويضربونَ. ومن ثم أُسْكنَتْ لامُ. الفَعْلِ في أمثلةِ الماضي؛ إذا قلتَ: ضربْتُ ودعوْتُ.

وممَّا حُرِّكَ لالتقاءِ السَّاكنينِ، وإنْ لم يَكنْ أَحدُ الحرفينِ من حروفِ اللّينِ قولُهم في الأمرِ: انْطَلقْ (٢)، لما كانَ "طَلِقٌ" منِ "انْطَلقْ"، مثلَ "كَتفٍ" أَسْكَنَ اللّامَ التي هي عينٌ، كما أَسْكَنَ التَّاءَ من (٣) "كتفٍ"، فالتقى ساكنانِ: اللّامُ والقافُ، حَرَّكِ القافَ بالفتحِ، وأتبعهُ حركةَ أقربِ المتحركاتِ إليهِ، كما فعلَ ذلكَ من قَالَ: رُدُّ وفِرِّ وعَضَّ، وعلى ذلكَ ما أنشدهُ الخليلُ (٤) من قولِ الشَّاعرِ:

[٣] عَجِبْتُ لمولودٍ ولَيَسْ لَهُ أَبٌ … وذي وَلَدٍ لَمْ يَلْدَهُ أَبَوَانِ (٥)


(١) ص: "الإعراب للألف". سهو، ي: الإعراب في الفعل.
(٢) ي: انطلق "إليه".
(٣) هنا يبدأ سقط في "ص" مقداره ثلاث صفحات ونصف تقريبًا من الأصل.
(٤) سيبويه ١/ ٣٤١.
(٥) لرجل من أزد السراة ونسبه العيني أيضًا لعمرو الجبنى، الشاهد فيه قوله: "لم يلده"، فخفف اللام فأسكن فقال: "يلده" للجازم فالتقى ساكنان، فحرك أقرب المتحركات إليه، وهي الفتحة لأن الياء مفتوحة فحمل الدال عليها، ولم يعتد باللام الساكنة؛ لأن الساكن غير حاجز حصين، والبيت لغز، فالمولود الذي ليس له أب عيسى والوالد الذي ليس له أبوان آدم ، ويقال إنما يراد به القوس وولده السهم؛ لأنه لا يتخذ القوس إلا من شجرة واحدة مخصوصة.
روى منسوبًا في: القيسي (٧٥ ظ)، سيبويه والشنتمري ١/ ٣٤١، ٢/ ٢٥٨، الأصول ١/ ٢٨٩، السيرافي (١٣٧ نحو) (٣/ ٧٦ ظ)، المخصص ١٤/ ٢٢١، الشواهد الكبرى ٣/ ٣٥٤، الخزانة ١/ ٣٧٩، شواهد المغني ١٣٦، الأشباه والنظائر ١٣٦.
وروي غير منسوب في: الكامل للمبرد ٥٣٧، الحجة ١/ ٣١٠، الموشح ١٤٧، توجيه إعراب أبيات ٢٥٧، الخصائص ٢/ ٢٣٣، الخصص ١٧/ ٦٣، ابن يعيش ٩/ ١٢٦، شرح الجمل=

<<  <   >  >>